الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يحتوى على درر مما كتب ويكنب وعلى صنوف الإبداع في شتى صنوف المعرفة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فن اختيار شريك الحياة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

فن اختيار شريك الحياة Empty
مُساهمةموضوع: فن اختيار شريك الحياة   فن اختيار شريك الحياة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23 2008, 13:12

فن اختيار شريك الحياة

طبيعة العلاقة الزوجية وأبعادها:
قبل أن نتحدث عن فن اختيار شريك الحياة لابد من معرفة طبيعة العلاقة الزوجية أولاً حتى نعرف متطلبات الاختيار وأهميتها:
أولاً: العلاقة الزوجية هي علاقة متعددة الأبعاد بمعنى أنها: علاقة جسدية, عاطفية, عقلية, اجتماعية وروحية; ومن هنا وجب النظر إلى كل تلك الأبعاد حين نفكر في الزواج, وأي زواج يقوم على بُعد واحد مهما كانت أهمية هذا البعد يصبح مهددًا بمخاطر كثيرة.
ثانيًا: العلاقة الزوجية علاقة أبدية (أو يجب أن تكون كذلك) وهي ليست قاصرة على الحياة الدنيا فقط وإنما تمتد أيضًا للحياة الآخرة.
ثالثًا: العلاقة الزوجية شديدة القرب, وتصل في بعض اللحظات إلى حالة من الاحتواء والذوبان.
رابعًا: العلاقة الزوجية شديدة الخصوصية بمعنى أن هناك أسرارًا وخبايا بين الزوجين لا يمكن ولا يصح أن يطلع عليها طرف ثالث.



وأكبر خطأ يحدث في الاختيار الزواجي أن ينشغل أحد الطرفين ببعد واحد (اختيار أحادي البعد) ولا ينتبه لبقية الأبعاد.

والزواج ليس علاقة بين شخصين فقط، وإنما هو أيضًا علاقة بين أسرتين وربما بين عائلتين أو حتى بين قبيلتين; أي أن دوائر العلاقة تتسع وتؤثر في علاقة الزوجين سلبًا وإيجابًا, ومن هنا تتضح أهمية أسرة المنشأ والعائلة والمجتمع الذي جاء منهما كل طرف. ومن التبسيط المخل أن يقول أحد الطرفين "أنا أحب شريك حياتي ولا تهمني أسرته أو عائلته أو المجتمع الذي جاء منه", فالشريك لابد وأنه يحمل في تكوينه الجيني والنفسي إيجابيات وسلبيات أسرته والبيئة التي عاش فيها, ولا يمكن أن نتصور شخصًا يبدأ حياته الزوجية وهو صفحة بيضاء ناصعة خالية من أي تأثيرات سابقة, بل الأحرى أنه عاش سنوات مهمة من حياته متأثرًا بما يحيطه من أشخاص وأحداث تؤثر في سلوكه المستقبلي,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" أخرجه الحاكم

* آليات الاختيار:
بعض الناس يعتقدون أن الزواج قسمة ونصيب وبالتالي لا يفيد فيه تفكير أو تدبير أو سؤال, وإنما هو أمر مقدر سلفًا ولا يملك الإنسان فيه شيء!!، وهذه نظرة تكرَّس للسلبية والتواكل ولا تتفق مع صحيح العقل والدين, فعلى الرغم من أن كل شيء في الكون مقدر في علم الله إلا أن الأخذ بالأسباب مطلوب في كل شيء, ومطلوب بشكل خاص في موضوع الزواج نظرًا لأهميته التي ذكرناها آنفًا, ومطلوب أن يغطي كل المستويات الممكنة. لذلك يمكننا تقسيم آليات الاختيار إلى ثلاثة مستويات أو دوائر كالتالي:
1- الرؤية والتفكير: وذلك بأن نرى المتقدم للخطبة ونتحدث معه
ونحاول بكل المهارات الحياتية أن نستشف من المقابلة
والحديث صفاته وطباعه وأخلاقه وذلك من الرسائل اللفظية
وغير اللفظية الصادرة عنه, ومن مراجعةٍ لأنماط الشخصيات
التي حددها علماء النفس ومفاتيح تلك الشخصيات ( سيأتي
تفصيل ذلك في هذه الدراسة).
2- الاستشارة: بأن نستشير من حولنا من ذوي الخبرة والمعرفة
بطباع البشر, ونسأل المقربين أو المحيطين بالشخص المتقدم للزواج ( زملاءه أو جيرانه أو معارفه) وذلك لكي نستوفي الجوانب التي لا تستطيع الحكم عليها من مجرد المقابلة, ونعرف التاريخ الطولي لشخصيته ونعرف طبيعة أسرة المنشأ وطبيعة المجتمع الذي عاش فيه. وفي بعض الأحيان يلجأ أحد الطرفين أو كليهما لاستشارة متخصص يحدد عوامل الوفاق والشقاق المحتملة بناءًا على استقراء طبيعة الشخصيتين وظروف حياتهما.
3 - الاستخارة: ومهما بذلنا من جهد في الرؤية والتفكير والاستشارة تبقى جوانب مستترة في الشخص الآخر لا يعلمها إلا الله الذي يحيط علمه بكل شيء ولا يخفى عليه شيء, ولهذا نلجأ إليه ليوفقنا إلى القرار الصحيح وخاصة أن هذا القرار هو من أهم القرارات التي نتخذها في حياتنا إن لم يكن أهمها على الإطلاق. والاستخارة هي استلهام الهدى والتوفيق من الله بعد بذل الجهد البشري الممكن, أما من يتخذ الاستخارة بشكل تواكلي ليريح نفسه من عناء البحث والتفكير والسؤال فإنه أبعد ما يكون عن التفكير السليم.
والاستخارة تتم بصلاة ركعتين بنية الاستخارة يتبعهما الدعاء التالي: "اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته- خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به" رواه البخاري.
ونتيجة الاستخارة تأتي في صورة توفيق وتوجيه في اتجاه ما هو خير, وليست كما يعتقد العامة ظهور شيء أخضر أو أبيض في المنام، والاستخارة تعطي للإنسان سندًا معنويًا هائلاً وتحميه من الشعور بالندم بعد ذلك.



* التوافق والتكامل وليس التشابه أو التطابق:
وما يهم في شريكي الحياة أن يلبي كل منهما احتياجات الآخر بطريقة تبادلية ومتوازنة, وهذا لا يتطلب تشابههما أو تطابقهما وإنما يتطلب تكاملهما بحيث يكفي فائض كل شخص لإشباع حاجات الشخص الآخر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

فن اختيار شريك الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن اختيار شريك الحياة   فن اختيار شريك الحياة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23 2008, 13:13

أنماط من الشخصيات يجب الانتباه إليها عند الزواج:
ولما كان موضوع الاستشارة يعتمد أساسًا على الآخرين وأمانتهم وبصيرتهم, ونظرًا لاحتمالات الخداع في هذا الجانب بسبب ضعف التواصل بين الناس وعدم معرفتهم ببعضهم بدرجة كافية حتى ولو كانوا جيرانًا متقابلين في عمارة واحدة أو حتى أقارب, لذلك يصبح للمقابلة الشخصية أهمية كبيرة في قرار الزواج لأنها رؤية فعلية للآخر دون وسيط (خادع أو مخدوع أو مجامل). ولكن هذه الرؤية أو المقابلة الشخصية المباشرة تحتاج لعلم ومهارة لكي نتمكن من فهم مفاتيح الشخصية وتحديد نمط سلوكها الحالي والمستقبلي. وقد أصبح هذا ممكنًا بناءًا على الدراسات المستفيضة في العلوم النفسية بحيث تم تقسيم الشخصيات إلى أنماط لها خصائص محددة ومفاتيح تسهل قراءتها إلى حد كبير. والناس كثيرًا ما تتجمل وتلبس أقنعة ولكنهم لا يستطيعون طول الوقت أن يخفوا صفاتهم الحقيقية كلها فتفلت منهم أشياء تسهل قراءة بقية السمات التي حاولوا إخفاءها بقصد التجمل أو الخداع, خاصة إذا تكررت المقابلة أكثر من مرة قبل بداية الخطوبة أو أثناء فترة الخطوبة. وهناك مجموعة من الشخصيات يصعب جدًا التعايش معها, ومجموعة أخرى من الشخصيات يمكن التعايش معها مع وجود بعض المتاعب والمشكلات وسنوضح ذلك فيما يلي ليكون مفتاحًا مهمًا في يد المقبلين على الزواج وذويهم ولنقلل من احتمالات الخداع لأقل درجة ممكنة.

أولاً: شخصيات يصعب الحياة معها:
1-الشخصية البارانوية (الشكاك المتعالي) :
محور هذه الشخصية الشك في كل الناس وسوء الظن بهم وتوقع العداء والإيذاء منهم فكل الناس في نظره أشرار متآمرون. هو شخص لا يعرف الحب أو الرحمة أو التسامح لأنه في طفولته المبكرة لم يتلق الحب من مصادره الأساسية (الوالدين), لذلك لم يتعلم قانون الحب. وهو دائم الشعور بالاضطهاد والخيانة ممن حوله , وهذا الشعور يولد لديه كراهية وميول عدوانية ناحية كل من يتعامل معهم. ويتخذ عدوانه صورًا كثيرة منها النقد اللاذع والمستمر للآخرين, أو السخرية الجارحة منهم وفي نفس الوقت لا يتحمل أي نقد من أحد فهو لا يخطيء أبدًا (في نظر نفسه) وهو شديد الحساسية لأي شيء يخصه.

والشخص البارانوي لا يغير رأيه بالحوار أو النقاش فلديه ثوابت لا تتغير, ولذلك فالكلام معه مجهد ومتعب دون فائدة, وهو يسيء تأويل كل كلمة ويبحث فيما بين الكلمات عن النوايا السيئة ويتوقع الغدر والخيانة من كل من يتعامل معهم. وهو دائم الاتهام لغيره ومها حاول الطرف الأخر إثبات براءته فلن ينجح بل يزيد من شكه وسوء ظنه, بل إن محاولات التودد والتقرب من الآخرين تجاهه تقلقه وتزيد من شكوكه. وفي بداية حياته تكون لديه مشاعر اضطهاد وكراهية للناس ولذلك يسعى لامتلاك القوة (امتلاك المال أو امتلاك المناصب أو غيرها) فإذا استقرت أوضاعه المالية والاجتماعية ووصل إلى ما يريده فإنه يشعر بالاستعلاء والفخر والعظمة ويتعالى على الآخرين وينظر إليهم باحتقار.

والسؤال الآن: كيف نكتشفه في فترة التعارف أو في فترة الخطوبة ؟
نجده كثير الشك في نوايا خطيبته, يسألها كثيرًا أين ذهبت ومع من تكلمت, وماذا تقصد بكلامها, ويجعلها دائمًا في موقف المتهمة المدافعة عن نفسها, وهو شديد الحساسية تجاه أي نقد, في حين يتهكم ويسخر من الآخرين بشكل لاذع. وإذا كانت فتاة نجدها شديدة الغيرة بشكل مزعج حتى من أقرب الناس شديدة الحساسية لأي كلمة أو موقف, كثيرة الشك بلا مبرر, وخطيبها في نظرها كذاب ومخادع وخائن, تعبث في أرقام الهاتف لتعرف أرقام من يتصلون به, وتتنصت على مكالماته وتعبث في أوراقه أو أجنداته أو درج مكتبه للبحث عن دلائل الخيانة. وهذه الشخصيات لا يجد الطرف الآخر أي فرصة معها للسعادة فالوقت كله مستنزف في تحقيقات واتهامات ودفاعات وطلب دلائل براءة ودلائل وفاء.

والسمات البارانوية ربما نجدها بشكل ما في العوانس والمطلقين والمطلقات وفي الأشخاص ذوي الميول المتطرفة، والحياة الزوجية مع هذه الشخصيات بهذه المواصفات تكون أمرًا صعبًا وأحيانًا مستحيلاً.

2-
الشخصية النرجسية (الطاووس المتفرد المعجباني) :
وكلمة النرجسية جاءت من اللغة اليونانية من لفظ
Narcissus ومصدرها أسطورة يونانية تقول أنه كان شابًا يونانيًا يجلس أمام بركة ماء فأعجبته صورته فظل ينظر إليها حتى مات
فالنرجسي معجب بنفسه أشد الإعجاب, يرى نفسه أجمل البشر وأذكاهم وأقواهم, يعتقد أنه متفرد بكل صفات التفوق وبالتالي هو محور الكون, والكل يدورون حوله يؤدون له واجبات الولاء والطاعة ويهيئون له فرص النجاح والتفوق ويمتدحون صفاته المتفردة. تعرفه حين تراه فهو شديد الاهتمام بمظهره وبصحته وبشياكته, يتحدث عن نفسه كثيرًا وعن إنجازاته وطموحاته. مغرور إلى درجة كبيرة لا يرى أحدًا بجواره. يستخدم الآخرين لخدمة أهدافه ثم يلقي بهم بعد ذلك في سلة المهملات. ليس لديه مساحة للحب, فهو لا يحب إلا نفسه وإذا اضطر للتظاهر بالحب فإن حبه يخلو من أي عمق وأي دفء. يميل كثيرًا للتباهي والشهرة والظهور ويهتم بهذه الأشياء أكثر من اهتمامه بجوهر الأشياء.

ربما يستطيع من خلال تقديره العالي لذاته أن يحقق نجاحات شكلية ظاهرية تدعم لديه شعوره بالتميز, ولكن الحياة معه تكون غاية في الصعوبة فهو غير قادر على منح شريكة حياته (أو شريك حياتها) أي قدر من الحب بل هو يستغل الشريك لصعود نجمه وتألقه ثم يلقيه بعد ذلك في أقرب سلة مهملات إذا وجد أنه استنفذ أغراضه.

3- الشخصية الهيسترية (الدرامية الاستعراضية الزائفة) :
هذه الشخصية نجدها أكثر في الفتيات والنساء عمومًا, وهي شخصية مثيرة للجدل ومحيرة وتشكل هي والشخصية السيكوباتية أهم الشخصيات التي كتبت فيهن الأشعار وعنهن الروايات. فهي شخصية تضع من يتعامل معها في حيرة وتناقض, تراها غالبًا جميلة أو جذابة, تغري بالحب ولا تعطيه, تغوي ولا تشبع, تعد ولا تفي, والويل لمن يتعامل معها. تبدي حرارة عاطفية شديدة في الخارج في حين أنها من الداخل باردة عاطفيًا. تبدي إغواءًا جنسيًا يهتز له أقوى الرجال, في حين أنها تعاني من البرود الجنسي في الحقيقة, وتكره العلاقة الجنسية وتنفر منها. تعرفها من اهتمامها الشديد بمظهرها, فهي تلبس ألوانًا صارخة تجذب الأنظار مثل الأحمر الفاقع والأصفر الفاقع والأخضر الزاهي والمزركشات. وحين تتكلم تتحدث بشكل درامي وكأنها على المسرح وتبالغ في كل شيء لتجذب اهتمام مستمعيها. ولها علاقات متعددة تبدو حميمية في ظاهرها لأنها قادرة على التلويح بالحب وبالصداقة, ولكن في الحقيقة هي غير قادرة على أي منها. وفي بدايات العلاقة تراها شديدة الحماس وترفع الطرف الأخر في السماء ولكن بعد وقت قصير يفتر حماسها وتنطفيء عواطفها الوقتية الزائفة وتهبط بمن أحبته إلى سابع أرض.
يتعلق بها الكثيرون لجمالها وشياكتها وأحيانًا لجاذبيتها وإغرائها, ولكنها تكون غير قادرة على حب حقيقي, وهي متقلبة وسطحية وخادعة ومخدوعة في نفس الوقت, وبالتالي فإن الحياة الزوجية معها تبدو صعبة.

وهي شخصية هشة غير ناضجة, عندما تواجه أي ضغط خارجي لا تتحمله. فتحدث لها أعراض هستيرية (إغماء- تشنج- شلل هستيري- فقد النطق- أو غيره) وذلك لجذب التعاطف والاهتمام ممن حولها وإذا لم تجد ذلك فهي تهدد بالانتحار بطريقة درامية وربما تحاوله بعد أن تكتب خطابًا رومانسيًا أو تهديديًا، كل هذا بهدف استعادة الاهتمام بها.

وهي أنانية لا تهتم إلا بنفسها, ولا تستطيع الاهتمام بزوجها أو بيتها أو أبنائها, لذلك فهي زوجة فاشلة وأم فاشلة تقضي معظم الوقت في شراء الملابس والمجوهرات والإكسسوارات وتقضي بقيته في التزين والفرجة على نفسها في المرآة واستعراض كل هذا في المناسبات والحفلات.

4- الشخصية السيكوباتية (النصاب المحتال المخادع الساحر) :
كذاب, مخادع, محتال, نصاب, عذب الكلام, يعطي وعودًا كثيرة, ولا يفي بأيٍ منها. لا يحترم القوانين أو الأعراف أو التقاليد وليس لديه ولاء لأحد، ولكن كل ولائه لملذاته وشهواته. يسخر الجميع للاستفادة منهم واستغلالهم وأحيانا ابتزازهم، لا يتعلم من أخطائه ولا يشعر بالذنب تجاه أحد، لا يعرف الحب, ولكنه بارع في الإيقاع بضحاياه حيث يوهمهم به ويغريهم بالوعود الزائفة, ويعرف ضعفهم ويستغلهم. عند مقابلته ربما تنبهر بلطفه وقدرته على استيعاب من أمامه وبمرونته في التعامل وشهامته الظاهرية المؤقتة ووعوده البراقة, ولكن حين تتعامل معه لفترة كافية أو تسأل أحد المقربين منه عن تاريخه تجد حياته شديدة الاضطراب ومليئة بتجارب الفشل والتخبط والأفعال اللا أخلاقية, وربما يكون قد تعرض للفصل من دراسته أو من عمله أو دخل السجن بسبب قضايا نصب أو احتيال أو انتحال شخصيات, أو أنه يتعاطى المخدرات بكثرة. وهذا النموذج يعرفه أصحاب الخبرة في الحياة ولكن تنخدع به الفتيات الصغيرات, فهو ينصب الفخ لفتاة قليلة الحظ من الجمال ويوهمها بالحب, ومن خلال هذا الوهم يبتزها ويستنزفها (ماديًا أو جنسيًا), ويدفعها للصراع مع أهلها لإرغامهم على الموافقة على الزواج منه, وإذا حاولوا أن ينصحوها بالابتعاد عنه (لما يعرفونه عنه وعن أسرته من انحراف) تزداد هي عنادًا وتمسكًا به, وإذا وافق الأهل مضطرين تحت ضغط ابنتهم المخدوعة وإلحاحها فإنه سرعان ما يتهرب منها ويغدر بها, وإذا حدث وتزوجها فإنه يذيقها الأمرين بسبب نزواته وانحرافاته وفشله وعدم تقديره للمسئولية.

5- الشخصية الإدمانية (الباحث عن اللذة دائمًا) :
هذا الشخص دائمًا لديه رادار يبحث عن اللذة في أي شيء وفي أي موقف فاللذة هي المحرك الأساسي لسلوكه ولذلك نراه يجرب سائر أنواع المخدرات والمسكرات ويفاضل بينها وينشغل بها, ويجرب سائر أنواع العلاقات العاطفية والجنسية بحثًا عن الأكثر لذة والأكثر متعة, فهو أولاً وأخيرًا ذواقة للأشياء وللبشر ولا يعرف الوفاء لأي شيء ولا لأي شخص وبالتالي لا تدوم معه الحياة ولا يشعر بالمسئولية الدائمة تجاه أحد. وحياته شديدة التقلب شديدة الاضطراب. تعرفه وهو يمسك بالسيجارة ويستنشق دخانها بعمق شديد منسجمًا ومستمتعًا, وتجد لديه تعلقات كثيرة بمشروبات أو مأكولات فهو عاشق متيم بالتدخين وبفنجان القهوة وبسيجارة الحشيش أو البانجو, وكثير التعاطي للمهدئات والمسكنات والمنشطات والمسكرات. والمرأة بالنسبة لهذا الشخص لا تعدو كونها موضوع جنسي استمتاعي مثل أي شيء يستمتع به ثم يلقيه على قارعة الطريق مثل الزجاجات الفارغة أو يضعها في الطفاية مثل أعقاب السجائر.

وهو رغم ذلك عذب الحديث وجذاب بالنسبة للجنس الآخر ويوهمهم بأنه عازم على ترك إدمانه وأن الحب هو الدواء العظيم له, وتنخدع الضحية وتعتقد أنها ستقوم بدور عظيم في علاج وهداية هذا الشاب الطيب الذي ظلمته الحياة وظلمه الناس ولم يفهموه, وتصر على إتمام الخطبة والزواج منه رغم معارضة أهلها لما يعرفوه عنه من سلوك إدماني, وبعد ذلك تحدث الكارثة وتكتشف المخدوعة أن الإدمان في دمه وليس في يده.

وعلامات هذه الشخصية التي يمكن أن تظهر في فترة التعارف أو الخطوبة: التدخين بشراهة, استعمال أنواع متعددة من المخدرات والمسكرات وليس شرطًا أن يكون مدمنًا لها جميعًا, تعدد علاقاته العاطفية والجنسية, اضطراب مسار عمله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

فن اختيار شريك الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن اختيار شريك الحياة   فن اختيار شريك الحياة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23 2008, 13:14

ثانيًا: شخصيات يمكن التعايش معها مع بعض المتاعب والمشكلات:
1- الشخصية الوسواسية (المدقق العنيد البخيل) :
والشخص الوسواسي يلتزم التزامًا صارمًا بالدقة الشديدة والنظام الحرفي في كل شيء ويهتم بالتفاصيل الصغيرة ولا يدع أي شيء دون مناقشته وبحثه بشكل مرهق وهو عنيد لا يتنازل عن شيء ولا يتسامح في شيء, وهو حريص وحرصه يصل أحيانًا لدرجة البخل, وعقلاني لا يولي المشاعر اهتمامًا. وعلاماته في فترة الخطوبة أنه يسأل عن كل التفاصيل ويعمل لكل شيء ألف حساب ويكون ممسكًا جدًا في الإنفاق وفي الهدايا, ومشغولاً بحساب كل شيء. وبخل الوسواسي لا يتوقف عند المال فقط, فكما أنه بخيل ماديًا فهو بخيل عاطفيًا لا يعبر عن مشاعره ولا يحوط شريكة حياته بعواطفه فالحياة لديه جافة وعقلانية و محسوبة بدقة.
وربما يسأل سائل: وما فائدة الحياة معه إذن, ولماذا يتحمله شريكه أو شريكته؟
والإجابة هي أن الوسواسي على الرغم من صفاته السابقة إلا أنه إنسان منظم, دقيق, ذو ضمير حي يحاسبه على كل صغيرة وكبيرة, ولديه شعور عال بالمسئولية, ويعتني بعمله عناية فائقة وينجح فيه, ويعتني أيضًا باحتياجات أسرته (المادية) في حدود رؤيته لهذه الاحتياجات (الأساسية فقط), وهو حريص على استمرارية الأسرة لأنه لا يميل للتغيير كثيرًا ولا يهتم بإقامة علاقات عاطفية خارج إطار الزواج , فهو زوج محترم ومسئول على الرغم من بخله وجفاف عواطفه.

2- الشخصية الحدية (المتقلب في مشاعره وعلاقاته وقراراته وعمله) :
هذا الشخص (سواء كان رجلاً أم امرأة) نجده شديد التقلب في مشاعره فهو يغضب بسرعة ويهدأ بسرعة ويفرح بسرعة ويتقلب بين المشاعر المختلفة بشكل عنيف في لحظات قصيرة. والناس يصفونه بأنه سريع الانفعال ولكنه يمكن أن يهدأ سريعًا "فقلبه طيب", ولكن في الحقيقة هذا الشخص يدمر أشياء كثيرة مهمة في حياته أثناء لحظات غضبه ولذلك يمكن أن يخسر صديقًا عزيزًا أو زوجة مخلصة أو عملاً مهمًا. وهذا يجعلنا نتوقع تقلبات موازية في العلاقات بالآخرين فعلاقاته لا تستمر كثيرًا, وأيضًا في العمل نجده ينتقل من عمل لآخر ولا يستقر على شيء, وهذه علامات يمكن معرفتها من تاريخه الشخصي ويمكن أيضًا رصدها في فترة الخطوبة. وصاحب هذه الشخصية (أو صاحبتها) يمر كثيرًا بفترات إكتئاب ويمكن أن تراوده أفكار انتحارية, وبعضهم يلجأ لتعاطي المخدرات في محاولة للسيطرة على تقلباته الانفعالية واضطراب علاقاته الإنسانية واضطراب مساره في العمل.

3- الشخصية السلبية الاعتمادية (ابن أمه أو بنت أمها) :
هذه الشخصية لا تستطيع اتخاذ قرار أو عمل أي شيء بمفردها بل تحتاج دائمًا للآخرين في كل شيء, فليس لديها القدرة على المبادرة أو القدرة على التنفيذ وإنما هي تعمل فقط بتوجيه من الآخرين وأحيانًا لا تعمل على الإطلاق وتنتظر من الآخرين العون والمساندة طول الوقت. وهو إن كان شابًا نجده يأتي للخطبة مع أمه وهي تتحدث بالنيابة عنه طول الوقت, وفي زياراته التالية لا يستطيع البت في أي شيء دون الرجوع لأمه (أو أبيه أو أخيه الأكبر). فلا بد من وجود أحد في حياته يعتمد عليه، وإن كانت فتاة نجد أمها تحركها كما تشاء وتسيطر على علاقتها بخطيبها أو زوجها فتتدخل في كل شيء في علاقتها. وهذا الشخص في حالة كونه زوجًا يحتاج من زوجته أن تقوم بكل شيء وتتحمل مسئولية الأسرة ويصبح هو في خلفية الصورة دائمًا وهذا يشكل عبئًا على الزوجة إضافة إلى إحساسها المؤلم بضعف زوجها وسلبيته, ومع هذا نجد أن هذ الزوج مطلوب جدًا من المرأة المسترجلة قوية الشخصية لأنها ترغب أن تكون هي الأقوى في العلاقة الزوجية.

4- الشخصية الإكتئابية (الحزين - المهزوم - اليائس) :
وهو (أو هي) شخصية كئيبة لا ترى في الحياة إلا الآلام والدموع والبؤس والشقاء والمشاكل, ويرى نفسه سيئًا والحياة سيئة والمستقبل مظلم. وهذا الشخص نجده دائمًا يتحدث عن المصاعب والمشكلات والمعوقات والمآسي, وهو غير قادر على المبادرة أو المثابرة, بل ينهزم سريعًا أمام أية مصاعب وييأس بسرعة. وهذه المشاعر الكئيبة اليائسة تنتقل إلى من يتعامل معه فيشعر معه بهذا البؤس واليأس ويعيشان معًا في جو من الكآبة والهزيمة والتشاؤم. وفي هذا الجو لا نتوقع إنجازات كبيرة ذات قيمة لأن الشخصية الإكتئابية تعيش حالة من العدمية لا تسمح كثيرًا بالنجاح والتميز.

5- الشخصية النوابية (تقلبات المزاج الدورية) :
هذا الشخص نجده لعدة أيام أو أسابيع (وأحيانًا شهور) مرحًا منطلقًا نشيطًا ومليئًا بالحيوية والأفكار ثم يتبع ذلك فترة نجده وقد انقلب حزينًا منطويًا يائسًا ومترددًا. وهكذا تستمر حياته بين تقلبات المرح والإكتئاب. وهذه الشخصية منتشرة بين المبدعين والمفكرين, وهي شخصية ثرية وساحرة ومتعددة الألوان والمستويات, ولكنها تحتاج من الطرف الآخر جهدًا كبيرًا لمواكبة هذه التغيرات النوابية من النقيض إلى النقيض.

6- الشخصية فصامية الشكل (غريب الأطوار والأفكار) :
هذا الشخص نعرفه من ملابسه المختلفة غير المتوافقة مع المجتمع الذي يعيش فيه حيث تتسم بالغرابة, وأيضًا أفكاره وكلامه نجد فيه نفس الغرابة فنجده مثلاً يهتم بشيء هامشي ويعتبره قضية محورية (مثل ثقب الأوزون أو مثلث برمودا أو أنواع معينة من الكائنات أو الأطباق الطائرة أو الظواهر الخارقة للعادة). وسلوكه أيضًا يتسم بالغرابة ولهذا يصفه الناس بأنه غريب الأطوار "لاسع"، "مخه ضارب" على الرغم من أنه ليس مجنونًا. ومن السهل التعرف عليه في فترة الخطوبة من خلال آرائه الغريبة واهتماماته الهامشية وملابسه وكلامه وجلسته. وهذا الشخص يكون أكثر قابلية للإصابة بمرض الفصام, وهو يميل إلى العزلة حيث يعيش عالمًا خاصًا به يشكله من أفكاره وتخيلاته الذاتية ومع هذا لا يفقد صلته تمامًا بالواقع فهو يتصل به على قدر حاجته الضرورية منه.

* فارق السن:
هناك سؤال يردده كثير من الناس:
ما هو فارق السن المثالي بين الزوج والزوجة؟
وللإجابة عن هذا السؤال نستخدم نتائج الإحصاءات حول التوافق الزوجي, فقد وجد أن أفضل فارق في السن هو أن يكبر الرجل المرأة بـ 3 5 سنوات, ولكن حين يزيد هذا الفارق عن 10سنوات تبدأ علامات عدم التوافق في الظهور, لأن فارق أكثر من 10سنوات ربما يجعل كلاً من الزوجين ينتمي إلى جيل مختلف تمامًا وبالتالي تختلف اهتماماتهما وأفكارهما بشكل كبير ربما يجعل التفاهم والتوافق يمر ببعض الصعوبات, فالفتاة الصغيرة ترغب في المرح والانطلاق والاستكشاف في حين يميل زوجها العجوز إلى الجدية والهدوء والتأمل والاستقرار, هذا فضلاً عن الفوارق في الاحتياجات العاطفية والجنسية.
وقد خطب أبو بكر وعمر رضي عنهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إنها صغيرة", فخطبها علي رضي الله عنه فزوجها منه. رواه النسائي .

وقد يقول قائل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة رضي الله عنها وهي صغيرة وكان يكبرها بكثير, والإجابة هنا أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصيته المبنية على كونه رسولاً وأيضًا على خصائصه الشخصية المتفردة, وقد اتضح ذلك بعد زواجه من السيدة عائشة حيث كان قادرًا على إسعادها بكل الوسائل فكان يسابقها ويلاعبها ويمازحها ويلطف بها وكانت هي غاية في السعادة بزوجها العظيم رغم فارق السن.

وهذا يجعلنا نقول أن القاعدة العمرية -على الرغم من أهميتها- لها استثناءات في ظروف بعينها، كما سنرى لاحقًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

فن اختيار شريك الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن اختيار شريك الحياة   فن اختيار شريك الحياة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23 2008, 13:16

أنماط الزيجات:
هناك ثلاث أنماط رئيسة للزيجات قائمة على فارق السن وعلى الدور الذي يلعبه كل شريك مع الأخر:

1- الزوجة الأم: وهي غالبًا أكبر سنًا من الزوج وتقوم هي بدور رعايته واحتوائه.
2- الزوجة الصديقة: وهي قريبة في السن من زوجها ولهذا فالعلاقة بينهما تكون علاقة متكافئة, أقرب ما تكون إلى علاقة صديقين يرعى كل منهما الآخر بشكل تبادلي.
3- الزوجة الابنة: وهي تصغر الزوج بسنوات كثيرة, ولذلك يتعامل معها كطفلة يدللها ويرعاها ويتجاوز عن أخطائها, بينما تلعب هي دور الطفلة وتسعد به.
وربما يسأل سائل: ما هو النمط المثالي من بين هذه الأنماط؟ .. والإجابة هي: أن الزواج مسألة توافق بين الطرفين, فكلما كان كل طرف يلبي احتياجات الآخر كان التوافق متوقعًا ومن هنا يصعب القول بأن نمطًا محددًا هو النمط المثالي حيث أن لكل زوج وزوجة احتياجات متباينة يبحث عنها في نمط معين يلبي هذه الاحتياجات, وإن كانت القاعدة العامة هي أن يكبر الزوج الزوجة ويسبقها في مراحل النضج النفسي والاجتماعي
.

والرسول صلى الله عليه وسلم كان له في حياته هذه الأنماط الثلاثة من الزيجات, فقد كان له الزوجة الأم ممثلة في السيدة خديجة رضي الله عنها وكأنما كان يعوض بها حنان الأم الذي افتقده وهو صغير, وكان وجودها مهمًا جدًا في هذه الفترة من حياته حيث كان في حاجة إلى من يحتويه ويرعاه ويسانده خاصة في المراحل الأولى من الدعوة. وتزوج في مراحل تالية الزوجة الصديقة متمثلة في السيدة حفصة والسيدة زينب بنت جحش ثم كان له نمط الزوجة الابنة ممثلا في السيدة عائشة والتي اقترن بها في مرحلة من عمره استقرت فيها الدولة والرسالة وأصبح في وضع يسمح له برعاية واحتواء وتدليل زوجة صغيرة, وكأنما كان صلى الله عليه وسلم يواكب احتياجات فطرته كما يواكب احتياجات رسالته, فزيجاته كانت تحقق في مراحلها وأنماطها المختلفة تلبية لاحتياجات فطرية مشروعة وتلبية لاحتياجات الرسالة من مصاهرة وتقوية صلات ورواية حديث ورعاية أسر مات عائلها.

* التكافؤ:
وهو يعني تقارب الزوجين من حيث السن والمستوى الاجتماعي والثقافي والقيمي والديني, ذلك التقارب الذي يجعل التفاهم ممكنًا حيث توجد مساحات مشتركة تسمح بدرجة عالية من التواصل بين الطرفين. وكثيرًا ما يحاول المحبون القفز فوق قواعد التكافؤ اعتقادًا بأن الحب كفيل بتجاوز الحدود العمرية والاجتماعية والثقافية والدينية, ولكن بعد الزواج حين تهدأ حرارة الحب تبدأ هذه العوامل في التكشف شيئًا فشيئًا وينتج عنها عوامل شقاق عديدة.
وكلما توافر للزواج أكبر قدر من عوامل التكافؤ كلما كانت احتمالات نجاحه أعلى. وهذه القاعدة لها استثناءات عديدة فأحيانًا يكون هناك عامل أو عاملين من عوامل التكافؤ مفقودًا ولكن يعوضه أو يعوضهما عوامل أخرى أكثر قوة وأهمية.

* سوء التوافق المحسوب:
أحيانًا نجد زوجين بينهما اختلافات هائلة في العمر أو في المستوى الاجتماعي أو الثقافي أو الديني, وهذه الاختلافات تنبي عن اضطراب التوافق بينهما, ولكننا نجد في الواقع أنهما متوافقين (أو على الأقل متعايشين رغم مابينهما من عوامل شقاق), والسبب في ذلك أن كلا منهما يحتاج الآخر على الرغم مما بينهما من سوء توافق ظاهري, فمثلاً نجد زوجة حسناء صغيرة السن قد تزوجت رجلاً يكبرها كثيرًا في السن, فنحن نتوقع لها التعاسة, ولكنها في الحقيقة متوافقة لأن المال والحياة المرفهة تعني الكثير بالنسبة لها وهي لا تستطيع الاستغناء عنها, إضافة إلى أن هذه الزوجة الصغيرة افتقدت في طفولتها حنان الأب وهي في حاجة شديدة إلى من يعوضها هذا الحنان لذلك نجدها تنفر من أبناء جيلها وتعتبرهم شباب طائشين غير ناضجين وتتوق إلى الزواج من شخص ناضج حتى ولو كان يكبرها بسنوات عديدة. أو أننا نرى زوجة قوية ومسترجلة تقود زوجها وتسيطر عليه, فنتوقع أنهما غير سعيدين, ولكن في الواقع نجد أنهما متوافقين لأن الزوج لديه الرغبة في أن يحتمي بأحد وأن يرعاه أحد, فيجد ذلك عند زوجته, خاصة إذا كان قد حرم حنان الأم فيحتاج إلى أن يلعب دور الطفل مع زوجة تلعب دور الأم. وهناك الكثير من الخيارات التي تبدو شاذة أو غريبة ولكنها في الحقيقة تحقق هذه الحالة من عدم التوافق المحسوب. ومن المفارقات أن نجد فتاة عانت من قسوة أبيها واستبداده ومع هذا نجدها عند زواجها قد اختارت زوجًا قاسيًا مستبدًا وكأنها قد أدمنت العيش تحت السيطرة والقهر فلا تستطيع أن تحيا بغير هذا النمط من الرجال, ونجدها تفعل ذلك وتتوافق معه على الرغم من شكواها المستمرة من القسوة والاستبداد.

* أهمية أسرة المنشأ:
تلعب أسرة المنشأ دورًا هامًا في تشكيل شخصية شريك الحياة, فالشخص الذي عاش في جو أسري هاديء ودافيء في حضن أبوين متحابين متآلفين ومع إخوة وأخوات يتعلم معهما وبهما معنى العيش مع آخرين, هذا الشخص نتوقع نجاحه أكثر في الحياة الزوجية لأن نموذج الأسرة بكل أركانها يكون مطبوعًا في برنامجه العقلي والوجداني, فهو أكثر قدرة على أن يحِب ويحَب, وأن يعطي ويأخذ وأكثر قدرة على العيش المستقر الدائم مع شريك الحياة. وعلى العكس من ذلك نجد أن الشخص الذي رأى وعاش تجربة انفصال والديه وتفكك الأسرة, نجده أكثر قدرة على الهجر وعلى الانفصال عن شريكه, لأنه تعود على الهجر وتعود على الاستغناء عن الآخر, ولا يجد صعوبة في ذلك, كما أن نموذج الأسرة ليس واضحًا في عقله ووجدانه
.
وقد قام "والتر ترومان" وهو أستاذ لعلم النفس بأحد الجامعات الألمانية بدراسة طبائع الشبان والشابات بناءًا على ترتيبهم أو ترتيبهن في أسرة المنشأ ومناسبة النماذج المختلفة لبعضها البعض فوجد التالي:
- الفتاة التي تبحث عن قوة الشخصية والثروة عليها أن تركز جهودها في البحث عن أكبر إخوته فهو (عادة) أكثرهم توفيقًا ونجاحًا و(عادة) أقواهم شخصية وأقدرهم على فهم الناس وعلى الإنجاز.
- وإذا كانت تبحث عن الحنان فستجده في قلب شاب له أخوات أصغر منه .
- وإذا كانت تبحث عن زوج ضعيف الشخصية تحركه كيف تشاء, فإنها تجد هذا في أصغر الأبناء في الأسرة فهو قد تعود على تلقي الأوامر والتعليمات ولم يتعود على إصدارها والعروس التي تبحث عن هذا النمط من الأزواج هي (عادة) الأخت الكبرى والتي قد تعودت أن تكون صاحبة الرأي والسلطة.
- والعريس الملائم لأصغر أخواتها هو أكبر إخوته فقد تعود أن يكون الحاكم بأمره, وتعودت هي على تلقي الرعاية وتلقي الأوامر.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

فن اختيار شريك الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن اختيار شريك الحياة   فن اختيار شريك الحياة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23 2008, 13:17

* أنماط النساء في التراث العربي:
وقد ورد في التراث العربي تسميات عديدة للنساء بلغت في مجموعها حوالي إحدى وسبعين اسمًا, وكل اسم يحمل خصائص -جسدية أو جسدية ونفسية- خاصة, وهذه التعددية بقدر ما تعطي ثراء المعرفة العربية توضح إلى أي مدى حرِص الرجال على معرفة طبائع النساء وأمزجتهن تسهيلاً لاختيار المناسبة منهن لذوق الرجل واحتياجاته وفيما يلي استعراض لهذه الأنماط (نقلا عن موقع قهوة كتكوت) :
1- الربحلة : المرأة إذا كانت ضخمة وفي اعتدال .
2- السبحلة : المرأة إذا زادت ضخامتها ولم تقبح .
3- الجارية : المرأة إذا كانت طويلة وسبطة .
4- الوضيئة : المرأة التي بها مسحة من الجمال .
5- العطبول : المرأة الطويلة العنق في اعتدال وحسن .
6- الغانية : المرأة إذا استغنت بجمالها عن الزينة .
7- الوسيمة : المرأة إذا كان جسدها ثابتًا كأنها وسمت به .
8- القسيمة : المرأة صاحبة الحظ الوافر من الحسن .
9- الرعبوبة : المرأة إذا كانت بيضاء اللون رطبة .
10- الزهراء : المرأة التي يميل بياضها إلى صفرة كلون القمر والبدر .
11- الدعجاء : المرأة شديدة سواد العين مع سعة المقلة
.
12- الشنباء : المرأة رقيقة الأسنان المستوية الحسنة .
13- الخود : المرأة الشابة حسنة الخلق .
14- المولودة : المرأة إذا كانت دقيقة المحاسن .
15- الخرعبة : المرأة حسنة القد .. ولينة العصب .
16- المبتلة : المرأة التي لم يركب لحمها بعضه بعضًا .
17- الهيفاء : المرأة إذا كانت لطيفة البطن .
18- الممشوقة : المرأة لطيفة الخصر مع امتداد القامة .
19- الخديجة : المرأة السمينة الممتلئة الذراعين والساقين .
20- البرمادة : المرأة السمينة التي ترتج من سمنها .
21- الرقراقه : المرأة التي كأن الماء يجري في وجهها .
22- البضَّة : المرأة إذا كانت رقيقة الجلد وناعمة البشرة .
23- النظرة : المرأة إذا رأيت في وجهها نضرة النعيم .
24- الوهنانة : المرأة إذا كان بها فتور عند القيام لسمنها .
25- البهنانة : المرأة إذا كانت طيبة الريح .
26- العرهرة : المرأة عظيمة الخلق مع الجمال .
27- العبقرة : المرأة الناعمة الجميلة .
28- الغيداء : المرأة إذا كانت متثنية اللين المتعمدة له .
29- الرشوف : المرأة طيبة الفم .
30- أنوف : المرأة إذا كانت طيبة ريح اليد .
31- الرصوف : المرأة إذا كانت طيبة الخلوة .
32- الشموع : المرأة .. اللعوب .. الضحوك .
33- الفرعاء : المرأة إذا كانت تامة الشعر .
34- الدخيمة : المرأة إذا كانت منخفضة الصوت .
35- العروب : المرأة إذا كانت محبة لزوجها .. المتحببة إليه .
36- النوار : المرأة إذا كانت نَفورًا من الريبة .
37- القذور : المرأة المتجنبة للأقذار .
38- الحصان : المرأة العفيفة .
39- البنون : المرأة كثيرة الولد .
40- النظور : المرأة قليلة الولادة .
41- المذكار : المرأة التي تلد الذكور فقط .
42- المئناث : المرأة التي تلد الإناث فقط .
43- المهاب : المرأة التي تلد مرة ذكر ومرة أنثى .
44- مقلات : المرأة التي لا يعيش لها ولد .
45- منجاب : المرأة التي تلد النُجباء .
46- محمقة : المرأة التي تلد الحمقى .
47- الممكورة : المرأة المطرية الخلق .
48- اللدينة : المرأة اللينة الناعمة .
49- المقصد : المرأة التي لا يراها أحد إلا أعجبته .
50- الخبرنجة : المرأة الجارية الحسنة الخلق في استواء .
51- الرجراجة : المرأة الدقيقة الجلد .
52- الرتكة : المرأة الكثيرة اللحم .
53- الخريدة : المرأة الحبيبة .
54- الطفلة : المرأة الناعمة الملمس .
55- العطبولة : المرأة طويلة العنق .
56- البراقة : المرأة بيضاء الثغر .
57- الدهثمة : المرأة السهلة .
58- العانق : المرأة التي لم تتزوج .
59- الباهرة : المرأة التي تفوق غيرها من النساء في الجمال .
60- الهنانه : المرأة الضاحكة .. المتهللة .
61- الغيلم : المرأة الحسناء .. حسنة الخلق .
62- المتحربة : المرأة حسنة المشية في خيلاء .
63- العيطموس : المرأة الفطنة .. الحسناء .
64- السهلبة : المرأة خفيفة اللحم .
65- العزيزة : المرأة الغافلة عن الشر .
66- الرائعة : المرأة التي تسر كل من ينظر إليها .
67- البلهاء : المرأة الكريمة .
68 – الفيصاء : المرأة الطويلة العنق .
69- المجدولة : المرأة الممشوقة .
70- السرعوفة : المرأة الناعمة الطويلة .
71- الشموس : المرأة التي لا تطمع الرجال في نفسها .

أنماط الاختيار الزواجي:
وفيما يلي أهم أنماط الاختيار التي يتبعها الناس وليس بالضرورة أن يلتزم المختارون أحد هذه الأنماط منفردًا بل قد يختار الشخص بأكثر من نمط, وكلما تعددت وسائل الاختيار وأنماطه كلما كان أقرب إلى التوازن خاصة إذا كان ملتزمًا بالأنماط الصحية في الاختيار.
1- العاطفي: وفيه يكون الاختيار قائمًا على عاطفة حب قوية لا تخضع للعقل ولا للمنطق والشخص هنا يعتقد أن الحب وحده كفيل بحل كل المشاكل وكفيل ببناء حياة زوجية سعيدة وبالتالي يكون غير قادر على سماع أو تفهم نصائح الآخرين له, ويكون شديد العناد في الدفاع عن اختياره على الرغم من وجود عقبات منطقية كثيرة تؤكد عدم التوافق في الزواج وكلما زادت محاولات إقناع هذا الشخص (رجلاً كان أو امرأة) كلما ازداد إصرارًا وعنادًا, ولا يوجد حل في هذه الحالة غير ترك الشخص يخوض التجربة بنفسه بحيث يسمح له بالخطبة (وينصح في هذه الأحوال بإطالة فترة التعارف أو الخطبة) ثم تتكشف له عيوب الطرف الآخر إلى أن يعاني منها, وهنا فقط يمكن أن يتراجع.
2- العقلاني : وهو يقوم على حسابات منطقية لخصائص الطرف الأخر, وبالتالي يخلو من الجوانب العاطفية.
3- الجسدي : ويقوم على الإعجاب بالمواصفات الشكلية للطرف الأخر مثل جمال الوجه أو جمال الجسد.
4- المصلحي : وهو جواز يهدف إلى تحقيق مصلحة مادية أو اجتماعية أو وظيفية من خلال الاقتران بالطرف الأخر. وهذا الاختيار يسقط تمامًا إذا يئس صاحبه من تحقيق مصلحته أو إذا استنفذ الطرف الأخر أغراضه.
5- الهروبي : وفي هذا النمط نجد الفتاة مثلاً تقبل أي طارق لبابها هربًا من قسوة أبيها أو سوء معاملة زوجة أبيها أو أخيها الأكبر, ولذلك لا تفكر كثيرًا في خصائص الشخص المتقدم لها بقدر ما تفكر في الهروب من واقعها المؤلم.
6- الاجتماعي : وهذا الاختيار يقوم أساسًا على رؤية المحيطين بالطرفين من أهل وأصدقاء حيث يرون أن هذا الشاب مناسب لهذه الفتاة فيبدأون في التوفيق بينهما حتى يتم الزواج. وهو زواج قائم على أسس التوافق الاجتماعي المتعارف عليها بين الناس ولا يوجد دور إيجابي للطرفين الشريكين فيه غير القبول أو الرفض لما يفترضه الآخرون.
7- العائلي: وهو زواج بقصد لمِّ الشمل العائلي أو اتباع تقاليد معينة مثل أن يتزوج الشاب ابنة عمه أو ابنة خاله, أو أن يتزوج الشخص من قبيلته دون القبائل الأخرى .
8- الديني: وهو اختيار يتم بناءًا على اعتبارات دينية أو المنتمية لنفس طائفته أو جماعته التي ينتسب إليها .
وهذا الاختيار يؤيده حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه, إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" (أخرجه الترمذي وحسنه وابن ماجه)
9- العشوائي : في هذه الحالة نجد الفتاة مثلاً قد فاتها قطار الزواج لذلك تقبل أي زيجة حتى لا تطول عنوستها.
10- المتكامل (متعدد الأبعاد) : وفيه يراعي الشخص عوامل متعددة لنجاح الزواج حيث يشمل على الجانب العاطفي والجانب العقلي والجانب الجسدي والجانب الاجتماعي والجانب الديني .....إلخ. وهذا هو أفضل أنماط الاختيار حيث يقوم الزواج على أعمدة متعددة.
وبعض الناس يقولون أن عامل الدين هو العامل الوحيد الذي يجب أن يقوم عليه الزواج وذلك مصداقًا
لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري ومسلم: " تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك".

وهذا الحديث الشريف أعطى أهمية أكبر لذات الدين, فارتباط المرأة (أو الرجل) بالدين يعني ارتباطها بالله وتقديسها له, وينتج عن هذا التقديس احترام لإنسانية الإنسان وكرامته -لأنه أكرمُ مخلوقاتِ الله-, واحترام للحياة والحفاظ عليها -لأنها نعمة من الله تعالى-, وبالتالي تبني الحياة الزوجية على مفهوم القداسة ومفهوم الاحترام ومفهوم الكرامة ومفهوم السكن ومفهوم المودة والرحمة, وكل هذه المفاهيم عوامل نجاح للحياة الزوجية, أما من تُسقِط هذه الاعتبارات من الحياة الزوجية فالحياة معها تكون في غاية الصعوبة.
ومع هذا لا نغفل بقية الجوانب
والتي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى فقال: "خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا أقسمت عليها أبرتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك" ( رواه النسائي وغيره بسند صحيح ).

ونلحظ أن هذا الحديث بدأ بالمنظر السار للمرأة ثم أكمل ببقية الصفات السلوكية. وقد خطب المغيرة بن شعبة امرأة فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" (أي تدوم صحبتكما) [رواه الترمذي]
والنظر هنا يختص بالناحية الجمالية وناحية القبول والارتياح الشخصي والتآلف الروحي.
وقد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم أم سليم إلى امرأة فقال: "انظري إلى عرقوبها وشمي معاطفها" وفي رواية "شمي عوارضها" (رواه أحمد والحاكم والطبراني والبيهقي).
ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بزواج جابر بن عبد الله من امرأة ثيب قال له: "هلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك". (متفق عليه)

من كل هذه الأحاديث نفهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جعل عامل الدين والأخلاق عاملاً مهمًا جدًا ومؤثرًا في الاختيار ومع ذلك لم يسقط العوامل الأخرى التي يقوم عليها الزواج بما في ذلك العوامل الجسدية.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

فن اختيار شريك الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن اختيار شريك الحياة   فن اختيار شريك الحياة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23 2008, 13:18

سر الانجذاب السريع لبعض الأشخاص (الحب من أول نظرة) :
يرجع ذلك إلى الاحتمالات التالية منفردة أو مجتمعة:
1- الخبرات المبكرة في الحياة, حيث ارتبطت في أذهاننا صور بعض الأشخاص الذين ربطتنا بهم ذكريات سارة أو قاموا برعايتنا, لذلك حين نقابل أحدًا يشترك في بعض صفاته مع أولئك الذين أحببناهم فإننا نشعر ناحيته بالانجذاب, وهذا الشعور يكون زائفًا في كثير من الأحيان فليس بالضرورة أن يحمل الشخص الجديد كل صفات المحبوب القديم بل ربما يتناقض معه أحيانًا رغم اشتراكهما في بعض الصفات الظاهرة.
2- قد يكون الانجذاب سريعًا وخاطفًا ولكنه قام على أساس اكتشاف صفة هامة وعميقة في المحبوب, وهذه الصفة لها أهمية كبيرة لدى المحب وهو يبحث عنها من زمن وحين يجدها ينجذب إليها وقد تكون شخصية المحبوب محققة لذلك التوقع وقد لا تكون كذلك.
وهذه هي أهمية اللقاء الأول والذي يحدث فيه ارتياح وقبول وألفة أو العكس بناءًا على البرمجة العقلية السابقة والصور الذهنية المخزونة في النفس. واللقاءات التالية إما أنها تؤكد هذا اللقاء الأول أو تعدله أو تلغيه.

* الحب والعناد:
حين يستحكم الحب من شخص فإنه يكون في غاية العناد فلا يستطيع سماع نصيحة من أحد ولا حتى سماع صوت عقله, فهو يريد أن يعيش حالة الحب في صفاء حتى ولو كان مخدوعًا, فلذة الحب لديه تفوق أي اعتبارات منطقية, وكلما زادت مواجهة هذا المحب كلما زاد إصراره, ولذلك من الأفضل أن يترك دون ضغوط ليرى بنفسه من خلال المعايشة الحقيقية (خطوبة مثلاً) أن في محبوبه عيوبًا لم يكن يدركها في حالة سكره وعناده, وبالتالي يستطيع هو تغيير رأيه بنفسه, أي أننا ننقل المسئولية إليه (أو إليها) حتى يفيق من سكرة الحب ويخرج من دائرة العناد. وهذا الموقف نقابله كثيرًا لدى الشباب حيث يصر أحدهم على شخص معين بناءًا على عاطفة حب قوية وجارفة ولا يستطيع رؤية أي شيءٍ آخر, وتفشل كل المحاولات لإقناعه (أو إقناعها), وكلما زادت محاولات الإقناع كلما زاد العناد, ويصبح الأمر صراع إرادات تختفي خلفه عيوب المحبوب وتضعف بصيرة الحبيب إلى أقصى درجة, والحل الأمثل في مثل هذه الحالات هو الكف عن محاولات الإقناع (وهذا لا يعني عدم إبداء النصيحة الخالصة للطرف المخدوع), وترك الطرف المخدوع والمستلب (تحت وهم الحب) يخوض التجربة بنفسه (أو بنفسها) من خلال إعلان الأهل قبولهم للأمر -رغم معرفتهم بآثاره السلبية- وهنا ومن هذه النقطة تبدأ الحقائق تتكشف رويدًا رويدًا أمام الطرفين في فترة التعارف أو مقدمات الخطوبة أو في فترة الخطوبة ذاتها وفي أغلب الأحوال يراجع الطرف المخدوع نفسه كليًا أو جزئيًا وربما تراجع عن هذا الأمر. وفي حالة عدم التراجع فالأفضل للأهل أن يقبلوا هذا الأمر الواقع بعد إبداء النصيحة اللازمة وليتحمل الطرف المصر على ذلك مسئوليته, وفي هذه الحالة سوف تكون هناك خسائر ولكنها ستكون أقل بكثير من اتخاذ الأهل موقف عناد مقابل.


* الاحتياج أساس مهم للعلاقة الزوجية:
والاحتياج هنا كلمة شاملة لكل أنواع الاحتياج الجسدي والعاطفي والعقلي والاجتماعي والروحي. ولذلك فالذين لا يحتاجون لا ينجحون في زواجهم, فالأناني يفشل والبخيل يفشل والنرجسي يفشل والمصلحي يفشل لأنهم لا يشعرون بالاحتياج الدائم لطرف آخر, أو أن احتياجاتهم سطحية نفعية مؤقتة.

* أصحاب التجارب السابقة:
هناك اعتقاد بأن صاحب التجربة السابقة في الزواج (أو صاحبتها) يكون أقرب للنجاح في علاقته الزوجية نظرًا لخبرته ودرايته, ولكن هذا غير صحيح , فالزواج علاقة ثنائية شديدة الخصوصية في كل مرة, ونتائج الخبرة السابقة لا يصلح تطبيقها مع الشريك الحالي لأن كل إنسان له احتياجاته الخاصة به, بل على العكس قد تكون الخبرة السابقة عائقًا في التواصل مع الشريك الحالي حيث يعتقد صاحب الخبرة أن عوامل النجاح أو الفشل في التجربة السابقة يمكن تعميمها في العلاقة الحالية وهذا غير صحيح, وربما يحمل صاحب الخبرة مشاعر سلبية من الطرف السابق يسقطها على الطرف الحالي دون ذنب وربما هذا يجعلنا نفهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين علم بزواج جابر بن عبد الله من امرأة ثيب فقال له: "هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك"(متفق عليه)
فالزوجان اللذان يبدآن حياتهما كصفحة بيضاء أقرب للتوافق من زوجين يحمل أحدهما أو كليهما ميراث سابق ربما يعوق التوافق الزوجي ويشوش على الموجات الجديدة.

وأخيرًا هذه كانت علامات على الطريق يسترشد بها المقدمون على الزواج أو آبائهم وأمهاتهم أخذًا بالأسباب الممكنة, ولكن في النهاية نسأل الله التوفيق لشريك يرعى الله في شريكته وينطبق عليه ما ورد أن جاء رجل إلى الحسن البصري فقال له: يا أبا سعيد: إن عندي بنتًا كثر خطابها, فمن ترى أزوجها؟ قال: يا ابن أخي زوجها من يخاف الله ويتقيه, فإنه إن أحبها أكرمها. وإن أبغضها لم يظلمها.





الكاتب: د.محمد المهدي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

فن اختيار شريك الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن اختيار شريك الحياة   فن اختيار شريك الحياة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23 2008, 13:19

شريك الحياة.. السهل الممتنع

د. عمرو أبو خليل
مركز الاستشارات النفسية - الإسكندرية

كيف نختار شريك الحياة؟! ذلك السؤال البسيط والذي يجاب عنه في عالم الواقع يوميًا مئات بل آلاف المرات، ولكن مع بساطته تجد الكثيرين لا يستطيعون الإجابة عنه سواء عالم النظرية أو عالم التطبيق.

وقبل أن نجيب عن هذا السؤال فإننا سنطرح سؤالا آخر يتعجب الناس عندما يوجه إليهم وهو .. لماذا تتزوج؟!… عندما نسأل أحدهم هذا السؤال ينظر إليك مندهشًا من السؤال ثم يجيب في معظم الأحيان إجابات غير مفهومة مثل … كما يتزوج الناس أو ، ولماذا يتزوج الناس؟… وهكذا يظل السؤال بلا إجابة واضحة في ذهن من يقدم على الزواج في حين أن الإجابة مهمة جدًا في كيفية الاختيار.. لأنني عندما أقوم بالاختيار لشريكي، في مهمة واضحة بالنسبة لي وهدف أسعى للوصول إليه لا بد وأن هذا الاختيار سيتأثر ويتغير تبعًا للمهمة والهدف بل ودرجة وضوحهما في ذهني.

فهل أنا أتزوج للحصول على المتعة.. أم أتزوج لتكوين أسرة .. أم أتزوج لتكوين عزوة أولاد كثيرين أفتخر بهم .. أم أتزوج طاعة لله .. أم أتزوج إعمارًا للأرض؛ لتحقيق مراد الله في خلافة الإنسان… أم أتزوج من أجل كل هذا، ولكن في إطار صورة متكاملة تكون طاعة الله وتحقيق مراده هي الهدف الأسمى وتأتي رغبتي في الاستمتاع والأنس سواء بالزوجة أو الأولاد كروافد لهذا الهدف.. كل تلك صور مختلفة لإجابات متعددة… ومن هنا تختلف الرؤى في كيفية الاختيار.. إذا لم يكن هناك أي وضوح حتى للزواج من أجل المتعة.. خاصة وأنه في إطار رؤيتي للهدف من الزواج ستختلف رؤيتي لأداء كل طرف في هذه الشراكة للدور المطلوب منه حيث يختلف الدور باختلاف الهدف من الزواج أصلا.

اختيار العقل أم العاطفة

قبل أن أسأل نفسي كيف أختار… أسأل نفسي لماذا أتزوج؟…. وما هو الدور الذي سأقوم به؟ وبالتالي ما هو الدور المطلوب من شريك حياتي؟… هنا يصبح الانتقال للسؤال عن كيفية الاختيار انتقالا منطقيًا وطبيعيًا ومعه يبرز أول سؤال… هل اختار بالعقل أم بالعاطفة؟ وفي أحيان أخرى يصاغ السؤال بشكل آخر: هل أتزوج زواجًا كلاسيكيًا يقوم على اختيار الأهل بمقومات العقل أم أتزوج باختياري وذلك عن طريق ارتباط عاطفي؟

صياغة الأسئلة بهذا الشكل توصي بأن ثمة تناقضًا بين اختيار العقل واختيار العاطفة أو بأن الاختيار الكلاسيكي أو اختيار الأهل أو زواج الصالون كما يسمونه لا تدخل فيه العاطفة أو بأن الإنسان لا يصح أن يستخدم عقله، وهو يقرر الارتباط عاطفيا بزميلة العمل أو الدراسة أو الجيرة…. أو غيرها

والحقيقة أن الأمر غير ذلك… لأن طريقة الزواج ليست هي الحاسمة في كيفية الاختيار ولكن إدراك الشخص لكيفية الاختيار هو الذي يطوع أي طريقة كانت لما يريد هذا الشخص بحيث يحقق ما يريده في شريك حياته قدر الإمكان.

الطائر ذو الجناحين

العقل والعاطفة يجب أن يتزنا عند الاختيار توازنًا دقيقًا يجعلنا نشبه الزواج بالطائر ذي الجناحين جناح العقل وجناح العاطفة بحيث لا يحلق هذا الطائر إلا إذا كان الجناحين سليمين ومتوازنين لا يطغي أحدهما على الآخر… العاطفة حدها الأدنى -عند الاختيار- هو القبول وعدم النفور وتتدرج إلى الميل والرغبة في الارتباط وقد تصل إلى الحب المتبادل بين الطرفين… أما الاختيار بالعقل يعني تحقق التكافؤ بين الطرفين من الناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والشكلية والدينية.

كيفية الاختيار بالعقل

عند تحديد بنود التكافؤ لشريك الحياة يجب الانتباه إلى أن الشخص كامل الأوصاف غير موجود، وأن عليك تحديد أولوياتك، وترتبها حسب ما تحتاجه من شريك حياتك، فتحدد ما هي الأشياء التي تقبل التنازل عنها في بنود التكافؤ لحساب بنود أخرى، بمعنى إذا وضعت الشكل والجمال –مثلا- في أول القائمة فعليك أن تضع في اعتبارك أن ذلك قد يكون على حساب المستوى الاجتماعي والاقتصادي مثلا وهكذا .

إذا لم تحدد أولوياتك ستجد نفسك مع كل اختيار مطروح عليك ترى العيب أو الشيء الناقص في هذا الشريك وتضعه على قائمة أولوياتك؛ وبالتالي لن تستطيع الاختيار أبدًا؛ لأنك كل مرة ستجد العيب الذي تعلن به رفضك أو حيرتك في الاختيار؛ لأنه لن يوجد الشخص الكامل الذي تتحقق فيه كل الصفات التي تنشدها.

رتب أولوياتك

رتب بنود التكافؤ ترتيبًا تنازليًا حسب أولوياتك - والتي تختلف من شخص إلى آخر - وأعطي لكل أولوية درجة تقديرية، ثم قم بتقييم كل صفة من صفات – الشريك أو الشريكة المرتقبة - وامنحها درجة، حتى تنتهي تمامًا من كل بنود التكافؤ التي حددتها مسبقا. يلي ذلك أن تقوم بنظرة شاملة بعد هذا الترتيب والتقييم بحيث تقيم الشخص ككل كوحدة واحدة وتحدد إن كان هذا الشريك المرتقب مناسبًا وإن كنت تستطيع التكيف مع عيوبه وسلبياته بحيث لا تنغص عليك حياتك أم لا.

في هذه المرحلة لا بد وأن تكون صادقا مع نفسك، فلا مجال للمجاملة في اختيار شريك الحياة لأنك ستتحمله طوال حياتك؛ فيجب أن تكون مدركًا تمامًا لما أنت مقدم عليه، وأن تتعامل مع الشخص كما هو عندما رأيته ولا تتوقع مبدئيًا أنه سيتغير سواء من حيث الشكل أو الطباع أو….إلخ. أنت الآن حر في اختيارك وبعد قليل أنت مسئول عن هذا الاختيار، ومتحمل لنتائجه.

الدين ومعايير التكافؤ الأخرى

كان للرسول توجيه بخصوص معايير اختيار شريك الحياة: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" أو "إذا جاءكم من ترضون دينه" ينظر البعض إلى هذه التوجيه النبوي نظرة مبتسرة قاصرة وكأن النبي يقصر معايير الاختيار على الدين فقط… وهذا غير صحيح، إن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريد أن ينبه وينوه ويؤكد على جعل الدين هو الإطار الذي يسير فيه الاختيار، ولكن دون إغفال لمعايير التكافؤ الأخرى، لذا فإن باقي أحاديث ومواقف النبي تأتى لتؤكد هذه الصورة المتكاملة والشاملة حيث يدعو الشاب إلى أن ينظر إلى من سيخطبها؛ لأن ذلك سيؤدم بينهما أي سيكون سببًا لدوام الزواج بينهما… ويعطي للفتاة التي رفضت اختيار والدها لاختلاف المستوى الاجتماعي الحق في رفض الزيجة….. وهكذا لنفهم أن الدين هو الإطار الذي لا يجعلنا نغفل باقي الأسباب لإنجاح الاختيار والزواج.

شعورك بالقلق طبيعي

تبقى نقطتان صغيرتان يتعرض لهما من يقدم على الاختيار… وهي أن الكثير يشكو من أنه وهو مقدم على الاختيار لا يشعر بتلك الفرحة التي يراها أو رآها في عيون من سبقوه إلى هذا الأمر بل إنه يشعر بالخوف والقلق… هذا الشعور يجعله يخشى ألا يكون اختياره صحيحًا خاصة وإذا كان صلى صلاة استخارة، فيعتقد أن هذه هي نتيجة الاستخارة ونقول ببساطة: إن هذا القلق طبيعي، ويشعر به كل المقبلين على هذه التجربة، ولكنهم لا يظهرونه ويخفونه وراء علامات السعادة.

ويكون سبب هذا القلق هو إحساس الإنسان أنه مقدم على خطوة كبيرة في حياته ويكون سؤاله الحائر - بالرغم من كل ما اتخذه من أسباب - هل فعلا قمت بالاختيار الصحيح؟ وهو شعور يزول بمجرد استمرار الفرد في إجراءات الارتباط وربما يعاوده القلق مع كل خطوة جديدة سواء وهو يتنقل من الخطوبة إلى العقد أو من العقد إلى الزفاف ثم يزول نهائيا مع بداية الحياة الزوجية واستقرارها… فلا داع للقلق.

موقف الأهل من اختيارك

أما النقطة الثانية فهي موقف الأهل من الاختيار لذا يجب أن يسبق الإقدام على الاختيار حوار طويل مع الأهل؛ للتفاهم على أسسه حتى يقتنعوا بما أنت مقدم عليه حتى لا تفاجئهم باختيارك أو يفاجئوك برفضهم…. كما يجب الاستماع لرأيهم وعدم اعتبار كل خلاف مع وجهة نظرهم هو عدم فهم لك أو لمشاعرك، بل يجب أن تزن رأيهم بموضوعية وبهدوء… لأنه ربما بحكم خبرتهم يرون ما لا ترى… لا نقول بقبول كل ما يقولونه ولكننا لسنا مع رفض كل ما يعرضونه، واعلم أنهم إذا شعروا أنك تختار على أسس وتدرك ما أنت مقدم عليه فلن يقفوا ضدك.

في النهاية كن واضح في إجابتك عن تلك التساؤلات : لماذا تتزوج ؟ وماذا تريد من شريك حياتك ؟ و أعلم أن توكلك على الله ونيتك في الزواج هما العامل المساعد بعد اتخاذك للأسباب الموضوعية. العقل والعاطفة والتوكل على الله .. هذه هي معادلة الاختيار السهل الممتنع.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

فن اختيار شريك الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن اختيار شريك الحياة   فن اختيار شريك الحياة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23 2008, 13:21

الـــزواج
على ضوء الكتاب والسـنة
إعداد وجمع
سليمان بن عبد الرحمن الغيامة
مقدمة


ان الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله نصح الأمة وأدى الأمانة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد. يقول تبارك- وتعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) سورة النساء
الأسرة مجتمع مصغر واحدى دعائم المجتمع الأكبر وما الأمة إلا مجموعة من الأسر تترابط فيما بينها بمباديء وقوانين وأعراف وتقاليد تتفاوت قيمتها وآثارها بين الأمم قديما لتفاوتها في درجات الحضارة والبداوة والتطور والجمود وكما كان الأساس قوياً كان أدعى لتماسك البناء وصلاحيته للبقاء، فكلما كانت الأسرة قوية قائمة على الأسس الرشيدة والدعائم الصالحة كان صرح المجتمع بدوره قويا كان أدعى لتماسك البناء وصلاحيته للبقاء، فكلما كانت الأسرة قوية قائمة على الأسس الرشيدة والدعائم الصالحة كان صرح المجتمع بدوره قوياً حصيناً باهر الأثر نحو الأسرة ذاتها ونحو الانسانية بأسرها لذا أحببت أن أجمع رسالة مختصرة في هذا الموضوع واختصرتها في عشر نقاط والتي رأيت أن هذه النقاط مهمة في دوام مدة الزواج بين الزوجين ولنشر السعادة الزوجية واستمرارها وقد جمعت هذه الرسالة من عدة كتب واختصرت بعض المطولات منها ووضعت المراجع آخر الرسالة للأمانة العلمية وحفظ حقوق المؤلفين مع زيادة من عندي تكملة لبعض المحتويات وأسميت هذه الرسالة الشأز أو الزواج على ضوء الكتاب والسنة والشأز هو النكاح كما ورد في لسان العرب الجزء الخامس ص 36 والعرب تقول في بني فلان أي نكح فيهم وتقول تزوج امرأة وزوجه لها: أنكحه إياها قال الأزهري وأصل النكاح في كلام العرب الوطء وقيل للزوج نكاح لأنه سبب الوجاء يقال نكح الأرض ونكح النعاس عينه أصابها وقال الزجاجي (أي نكاح في كلام العرب الوطء والعقد جميعا) قال: وموضع (نكح) في كلام العرب للزوم الشيء الشيء راكبا عليه فإذا قالوا نكح فلان فلانة لينكحها إنكاحا ونكاحا أرادوا تزوجها ويقال نكحتها ونكحت هي تزوجت وأنكحته زوجته وهي ناكح أي ذات زوج واستنكحها تزوجها هذا والله أسأل أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم إنه جواد كريم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أهداف الزواج
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ان من أهداف الإسلام الأساسية سعادة الرجل والمرأة، قال تعالى: {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا } (189) سورة الأعراف وقال تعالى: { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} (187) سورة البقرة وقال تعالى: {أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} (21) سورة الروم والسعادة كممارسة ومفهوم لا يتفق عليه كثير من الناس حتى الآن ولكن الأساس فيها في مجال علاقة الرجل بالمرأة هو الراحة النفسية والاطمئنان والرضا والقبول من قبل الطرفين كل للآخر، فهذا ( أخرجه الستة ) رسول الله- رسول الله عليه وسلم- لم يجد في نفسه القبول لامرأة عرضت نفسها عليه بينما وجدته عند صحابي آخر فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: "جاءت امرأة إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فقالت يا رسول الله أهب نفسي لك فنظر إليها فصعد النظر فيها وصوبه وطأطأ رأسه فلما رأت أنه لم يقض فيها شيء جلست فقام رجل فقال: يا رسول الله ان لم يكن لك حاجة فزوجنيها فقال: فهل عندك شيء؟ فقال: لا، والله يارسول الله فقال: اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئاً فذهب ثم رجع فقال: لا والله يارسول الله ولا خاتم من حديد ولكن هذا إزاري قال سهل ماله رداء فلها نصفه فقال- صلى الله عليه وسلم - ماتصنع بإزارك ان لبسته لم يكن عليها من شيء وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء" فجلس الرجل حتى إذا أطال مجلسه قام فرآه رسول الله- صلى الله عليه وسلم - مولياً فأمر به فدعي فقال ماذا معك من القرآن؟ قال معني سورة كذا وكذا عددها فقال: "تقرؤهن عن ظهر قلبك " قال: نعم قال: "اذهب فقد ملكتها"، وفي رواية "انكحتكها بما معك من القرآن ". أخرجه الستة.
ان نفس الرجل ولا شك تميل للفتاة البكر ولكنها تجد القبول للثيب أيضاً (أخرجه الخمسة).
فعن جابر في حديث طويل أنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - حين استأذنته "هل تزوجت بكراً أو ثيبا قلت بل ثيب قال هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك قلت يا رسول الله: توفي والدي ولي اخواتي صغار فكرهت أن أتزوج مثلهن فلا تؤدبهن ولا تقوم عليهن فتزوجت ثيبا لتقوم عليهن وتؤدبهن " الحديث أخرجه الخمسة ولتنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة داخل الأسرة تتم إزالة منغصات السعادة ( رواه الحاكم ).
فعن معاذ بن جبل عن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يحل لأمرأة تؤمن بالله أن تأذن لأحد في بيت زوجها وهو كاره ولا تخرج وهو كاره ولا تطيع فيه أحدا ولا تعزل فراشه ولا تضربه فإن كان هو أظلم فلتأته حتى ترضيه فإن قبل منها فيها ونعمت وقبل منه غدرها" رواه الحاكم وقال صحيح الأسناد كذا قال: أخلج بالجيم أي أظهر حجتها وقواها ان استأنس السعادة كما ذكرت هو الراحة النفسية ضمن إطار الأسرة وإن أهم أسس الراحة النفسية هي:
1- طمأنة الرجل والمرأة على:
أ- الأجل. ب- الرزق. ج- سير الأقدار.
2- وضع أسس استقرار الزواج وديمومته من خلال:
أ- اباحة رؤية الرجل للمرأة والمرأة للرجل قبل الزواج.
ب- التشجيع على الزواج من البكر أو الثيب حسب رغبة وظروف الرجل.
ج- ايجاب ايفاء الشروط وتنظيم العلاقة بين الطرفين.
د- التشريعات الوقائية العلاجية لمنع الفتنة وانتشارها.
هـ- توافق الدين والتكافؤ بين الأزواج.
و- القناعة بأن هذه إرادة الله في شريك الحياة.
لقد طمأن الإسلام الرجل والمرأة على أمور هامة هي الأجل والرزق فبين لهما أن كلا الأمرين ليسا في يد أحد إلا الله، قال تعالى: !الو هوآلتزىءعس بييت قإذاضق آقراقإتئالعولى ته وكن فيبهون*! (1) وقال تعالى: ! إبئ ئيهونوأ فاقرآة يغيالم آتتهءت قضمي! !و (2) وقال تعالى: (رما!ان لتقميى آن ضموتإلأبإديئ. آدتةكئتآ ئؤضلأ لأ! (3) وقال تعالى: (إن آدثة فؤألررآدتما ذ وألقؤؤ آلضيين !هو (4)-
وقال تعالى (ؤفي آست!اءبزقلا ؤمايرض!وت !ه! (1)
وطمأن الاسلام تجاه الأقدار المكتوبة وبين له أنها من الله- جل وعلا- وأثابه بالصبر عليها وبين له أنها لخيره إن صبر عليها وإنها جزء من توازن هذا الكون ففي حديث ابن عباس- رضي الله عنهما- ورواه الترمذي وغيره "واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك " وقال تعالى: في ثواب الصابرين: (إتضايزئمآ أ د ضبرون آص ه! بعةهـحما لب !هو (2)
قال ابن عباس- رضي الله عنهما- "اختلف الناس في كل شيء إلا في الرزق والأجل فإنهم أجمعوا على أن لا رازق ولا مميت إلا الله تعالى.
وان مجدد التوحيد بالاعتقاد لا يورث حال التوكل وحاصله أن ينكشف لك أن لا فاعل إلا الله تعالى وأن كل موجود من خلق ورزق وعطاء ومنع وحياة وموت وغنى وفقر إلى غير ذلك مما يطلق عليه اسم المتفرد بابداعه واختراعه هو الله- تبارك وتعالى- لا شريك له فيه وإذا انكشف لك هذا لم تنظروا إلى غيره بل كان من خوفك وإليه رجاءك وبه ثقتك وعليه اتكالك فإنه الفاعل على الانفراد دون غيره وما سواه مسخرون لا استقلال لهم بتحريك ذرة من ملكوت السموات والأرض قال بعض العلماء لا يشغلك بعض المضمون لك من الرزق عن المفروض عليك من العمل فتضيع آخرتك ولا تنال من الدنيا الا ما قد كتب الله لك وقال يحيى بن معاذ في وجود العبد الرزق من غير طلب دلالة على أن الرزق مأمور بطلب العبد والقرآن يغذي هذا الاحساس ويقويه باطلاق فاغر الانسان عن الانشغال بهم والرزق ومن شح النفس فالرزق في ذاته مكفول تكفل به الله تعالى لعباده بل ان الإسلام يعتبر الزواج سببا للعون من الله والرزق فعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث حق على الله عونهم، المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف " (اخرجه أحمد والترمذي. والنسائي والحاكم )
وروى البزار والخطيب وأبو داود عنه عليه الصلاة والسلام قوله الكريم: "تزوجوا النساء فإنهن يأتين بالمال " ( رواه البزار والخطيب وابو داود. ).
ثم وضع الإسلام في مجال العلاقة بين الرجل والمرأة أسساً تضمن الاستقرار للحياة الزوجية فأباح للرجل والمرأة أن يرى كل منهما الآخر بداعي الخطبة، قال تعالى: ر!و ؤلاجتاخ علتتم ميما تضتوبإء بث يخظتؤأليث!آ؟ أة أثحنطئرقي آنف!يكغ غيخ آ!تلأ أتكئم شتذكروني حيهن لألو"جكدوهق سض إلأ آن تقو!وأقؤلأتغروتآ مهو (2) وقال- صلى الله عليه وسلم-: "فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" ( رواه الترمذي والنسائي)
من حديث المغيرة أخرجه الترمذي والنسائي، ولقد شجع الرسول - صلى الله عليه وسلم - على زواج البكر من البكر فذلك أدعى لاستقرار الزوج "هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك " من حديث جابر أقر به الخمسة ( أخرجه الخمسة ) ذلك أن المرأة الثيب عليمة من أمر الزواج مالا يعلمه الرجل العزب مما قد يتسبب بعدم الانسجام بينهما إلا بعد فترة أو نتيجة مقارنة المرأة الثيب زوجها الجديد بالقديم أو لأن البكر تحس بزوجها الأول احساسا نفسيا أعظم من الثيب مع زوجها الثاني، عن جابر قال قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل " ( أخرجه أبو داود)، وعن أبي هريرة قال: تزوج رجل بامرأة من الأنصار فقال له النبي- صلى الله عليه وسلم- أنظرت إليها قال لا قال: فاذهب فانظر إليها.
أخرجه مسلم والنسائي، يقول ابن الجوزيه حول ضرورة البحث عما يبعث الاستقرار والراحة في نفس الزوج وقد نجد صحيح الخراج يخرج ذلك (أي المني) اذا اجتمع وهو بعد متقلقل فكأنه الأكل الذي لا يشبع فبحث عن ذلك فرأى فيه وقول الخلل في المنكوح إما لدعامته أقبح منظره أو لآفة فيه أو لأنه غير مطلوب النفس فحينئذ يخرج منه ويبقي بعضه.
عن عمر- رضي الله عنه- قال: إذا تزوج الرجل المرأة وشرط لها أن يخرجها من حصرها فليس له أن يخرجها بغير رضاها، أخرجه الترمذي.
وعن علي أنه سئل عن ذلك فقال: شرط الله قبل شرطها. أخرجه الترمذي، وعن عقبة بن عامر- رضي الله عنه- قال قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "أحق ما أوفيتم به من الشروط ما استحللتم به الفروج " أخرجه الخمسة ثم بين الإسلام أن توافق الدين أساس السعادة الزوجية واستقرارها مع الحث على المكافأة بين الأزواج لمزيد من الضمان لهذا الاستقرار قال تعالى: (ؤكل!تة ئؤينة ضتن من ئثيكإؤتؤآغحمئكغ !ه! (2) وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "تنكح المرأة لأربع خصال: لمالها وحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " أخرجه الخسمة إلا الترمذي (حسب الانسان ما يعد من مضافر آيته وقيل) يتأكد منها هو شرف النفس وفضلها وقوله تربت يداك أي التصقت بالتراب من الفقر وهذا الدعاء وأمثاله كان يريد من العرب بغير قصد الدعاء بل معرض المبالغة في التحريض على الشيء والتعجب منه ونحو ذلك، وعن ابن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" أخرجه مسلم والنسائي، ولقد بين الإسلام للمسلم أنه لن يتزوج إلا من كتب الله- عز وجل- وارده من النساء "رفعت الأقلام وجفت الصحف " فالزوجات حظوظ الأزواج في الدنيا ومهما حاول الزوج حسن الاختيار فإن حظه في زوجته من صنع الأقدار، كما وضع الإسلام تشريعات تضمن طهر الأجواء من حول الأسرة المسلمة بحيث يضيق على الفتنة ويحال بينها وبين الرجل والمرأة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

فن اختيار شريك الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن اختيار شريك الحياة   فن اختيار شريك الحياة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23 2008, 13:22

إن السعادة الزوجية هي هدف هام من أهداف الزواج الإسلامي وهذه السعادة لها مفهوم ومضمون وطريق، وإن السعادة الزوجية في الإسلام ليست هي السعادة الناتجة عن العلاقة الجنسية وإذ كان ذلك جزء هام منها، ولكن تكمن في قبول كل طرف للآخر ضمني اطار من الحلال وقناعة كل طرف بالآخر ومعيشة الطرفين نوعاً من الاستقرار النفسي والاجتماعي والجنسي والاقتصادي مع شعور كل طرف بأن الآخر هو ما يناسبه ويرتاح إليه مع توافق في الدين والطباع، روى ابن ماجة عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- "لا تتزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ولا تتزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن يطغيهن ولكن تزوجوهن على الدين ولأمة خرماء مثقوبة الأذن سوداء ذات دين أفضل " ( أخرجه أبن ماجه ) واما اختلاف الطباع والعادات فهو السبب في كثير من حالات الزواج الفاشلة ولذلك فانه يجب على الرجل أن يعرف الكثير عن طباع زوجته ولقدر هذا الأمر حق تقديره وهي كذلك وعلى عائلات الطرفين أن يبينوا لهم ذلك ويوضحوا فإن الصراحة في البداية خير من الفشل في النهاية (سأل رجل الحسن - رضي الله عنه- عمن يزوج ابنته فقال عليك بصاحب الدين فإنه إذا أحبها أكرمها وان أبغضها لم يهنها ان أهل الفتاة أعلم الناس بها وكذلك أهل الفتى والنساء أعلم بالنساء والرجال أعلم بالرجال فإن فترة الخطبة الشرعية أو الاختلاط الشرعي كلاهما عادة لا تحقق الترعف الحقيقي لكل طرف على آخر مهما طالت المدة، والدور في البحث عما يناسب للطرفين وهو على النساء والرجال من أقارب الزوج والزوجة فلقد جعل الإسلام الخطبة وسيلة للتعرف على الصفات الحسنة التي يهم الرجل الاطمئنان اليها ولا يرى الإسلام بأساً بأن يلقي أمر الزوج إلى سمع الزوجة وان كانت بكراً فذلك أحرى وأولى بالألفة ولذلك يستحب النظر إليها قبل النكاح فانه أحرى أن يؤدم بينهما.
عن المغيرة- رضي الله عنه- أنه خطب امرأة فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم-Sadأنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" أخرجه الترمذي والنسائي (أحرى) أي أجدر (أن يؤدم بينكما) أي يجمع بينكما أو تتفقا على ما فيه صلاح أمركما وإن كان هناك أمور فوق الحاجة واذا لم يمكنه النظر اليها استحب أن يبعث امرأة يثق بها تنظر إليها وتخبره بصفتها فقد روى أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي عن أنس- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعث أم سليم - رضي الله عنها- إلى امرأة فقال: "انظري إلى عرقوبها وشممي معاطفها" ( أخرجه احمد والطبراني والحاكم والبيهقي ) وهو ناحيتا العنق وفي رواية شمي عوارضها وهي الأسنان التي تكون في عرض الفم وهي ما بين الثانيا والأضراس قبال الخلطة الآثمة لي تحقيق أهدافها للتكلف الظاهر الذي يبديه كل واحد منهما إلى الآخر)، وكم سمعنا عن رجال ونساء بقوا في الخطوبة سنين فلم تمض فترة زمنية على الزواج من بعضهما بعضاً وتحدث الفرقة ويقع الطلاق فأين التعرف على الأخلاق بخلطة الخطوبة؟ ألا فليتذكر أولوا الألباب لقول ابن عمر أمر النساء في بناتهن أي أن الرجل لا يعقد الصفقة في بنته ويزوجها دون أن يكون لأمها رأي فأمها هي الأنثى وهي التي تعلم زوج ابنتها وهي التي تعلم آمالها وهي التي تفتح البنت أسرارها لها.
ان اطمئنان الرجل إلى زوجته ومحافظتها على عرضه وماله وسعادته اطمئنان المرأة إلى نزاهة زوجها وحرصه على سعادتها وعلى بيتها هما أساس في السعادة الزوجية ولذلك فان المتساهل يكون فاسقاً فعلى الأهل أن يرفضوه حتى ولو قبلت به الفتاة ونزيد ولابد كذلك للزوج من القدرة ضماناً للسعادة الزوجية وهذه القدرات ذات جوانب شتى منها المادية والجنسية والاجتماعية وعلى الزوج أن يحترم بشريتها وانسانيتها وأن يكون على استعداد للتعايش مع طرف آخر للتنازل عن بعض الخصوصيات، ان البحث عما قد يحقق السعادة ويوفر متطلباتها هو الأساس في الاختيار، وان الخطبة والاختلاط غير الشرعي كلاهما عادة يكون مملوءاً بالتزييف لأن كل طرف يحاول اظهار ايجابياته فقط بدافع الفطرة، وهذا لا يحقق إلا نوعاً من القيود المبدئي للشكل أو بعض الطباع وان التزييف في فترة الخطوبة أو الاختلاط هذه الأيام أكبر شرور الأوضاع المحيطة بالزواج هذه الأيام أكثر صعوبة من حيث قلة إقبال الشباب على الزواج ولذلك تحرص الفتاة على خطيبها لتحقيق الزواج بأي ثمن، ففي حين يسعى الشاب الذي لا يملك قدراً كافيا من الامكانات لاظهار قوة ما يملك خاصة إذا كانت الفتاة ذات جمال أو مستوى أعلى من مستواه الاجتماعي، تسعى الفتاة للاحتفاظ بخطيبها وتقديم الكثيرمن التنازلات مع اخفاء العيوب لئلا يفوتها قطار الزواج تحت ظروف قلة الاقبال نتيجة الظروف المادية الضئيلة.
ان سعي أهل الفتاة خاصة يجب أن يكون لاختيار الأصلح لابنتهم لأن مشكلتها في ضوء الواقع الحالي أكبر إذ أنها الطرف الذي يخسر لا سمح الله إن فشل الزواج ولذلك فان عليهم الاطمئنان لدين الرجل وأخلاقه وطباعه وأحواله النفسية والمادية والجسدية وعلى الزوج أن يبحث عما يوافقه في الطباع، وكما اشترط الإسلام قبول المرأة للزواح اشترط اقتناع وليها ورضاه وذلك ضماناً لسلامة الاتجاه وابتعادا عن النوازع الخاطئة والأوهام والعواطف فتصدم بعده بسوء العاقبة ومرارة الواقع، فإذا استثنى الكافر والعبد، فالمرأة لها الحرية في انتقاء زوجها من أحرار المسلمين ولكن يجب عليها في هذا الأمر أيضاً أن تراعي رأي أبيها وجدها وأخيها وسائر أوليائها.
عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن في نفسها واذنها صماتها" أخرجه الستة إلا البخاري وعن عائشة- رضي الله عنها-: "أن فتاة قالت، يعني للنبي- صلى الله عليه وسلم - ان أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسه وأنا كارهة فأرسل النبي- صلى الله عليه وسلم - إلى أبيها فجاءه فجعل الأمر اليها فقالت يارسول الله اني قد أجزت ما صنع أبي ولكني أردت أن أعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء" أخرجه النسائي (ليرفع بي خسيسته) الخساسة الدناءة والخسيسة الحالة التي يكون عليها الخسيس وهو الدنيء أي ليرفعه به. وقال عليه الصلاة والسلام "النكاح رق فلينظر أحدكم أين يضع كريمته " حديث موقوف على عائشة والاحتياط في حقها أهم لأنها رقيقة بالنكاح لا مخلص لها والزوج قادر على الطلاق بكل حال ومهما زوج الفتاة ظالماً أو فاسقاً أو معتديا أو شارب خمر فقد جنى على دينه وتعرض لسخط الله لما قطع من حق الرحم سوء الاختيار وقال- عليه الصلاة والسلام-: "من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها" باسناد صحيح رواه في الثقاة في قول الشعبي. وقد يظن الآباء والأمهات أن تبرج بناتهن واستعراض جمالهن بزواجهن فيعرضون بذلك بناتهن كما يعرض التاجر سلعته للبيع ولم يفطن هؤلاء الآباء والأمهات إلى أن الذي يطلب الزواج بابنتهم لجمالها ودلالها ولا يستنكر تجردها من الحياء والاحتشام، وخروجها على آداب الإسلام فهو رجل فاسق شهواني يبحث عن جسم جميل خليع ليتمتع ولا يعبأ ولا يبحث عن قلب سليم نقي ليس هو فلن يكون هذا الرجل زوجاً صالحاً.
من أجل تحقيق السعادة فلابد من الكفاءة بين الزوجين وأن لا تكره الفتاة على الزواج ان كان فيه عيب فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- قوله: "لا أمتعن فروج ذوي الأحساب الا من الأكفاء ".
ان قضايا المال والجمال والجاه أمور هامة ولكنها ثانوية أمام اختلاف الطباع والأصل في الدين أن يذهب من هذه الطباع ولكن يبقى حد لابد من التأكيد منه، فان الدين لا يلغي شخصية الانسان وما جبل عليه من طبائع أصيلة، عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام اذا فقهوا" متفق عليه، فان من المستحيل تبديل الطبائع كما يستحيل تبديل الأشكال ومن يخلقة الله كما أراد لايبدله الانسان كما يريد، ورغم عناية الإسلام بالدين كشرط أساسي للزواج والسعادة والاستقرار الا أن حسن الوجه أيضاً مطلوب اذ به يحصل التحصين والطبع لا يكتفي بالدميمة غالباً كيف والخاطب أن حسن الخلق والخلق لا يفترقان وما نقلناه من بحث على الدين وأن المرأة لا تنكح لجمالها ليس زاجراً عن رعاية الجمال بل هو زجر عن النكاح لأجل الجمال المحض مع الفساد في الدين والجمال وهذه غالب الأمر يرغب النكاح ويهون أمر الدين ويدل على الالتفات إلى معنى الجمال أن الالف والمودة تحصل به غالباً وقد ندب الشرع إلى مراعاة أسباب الألفة قال الأعمي: كل تزويج يقع على غير نظر فأخرجه هم وغم) ومعلوم أن النظر لا يعرف الخلق والدين والمال وإنما يعرف الجمال من القبح أو الخصال الطيبة التي لابد من مراعاتها في المرأة ليدوم العقد وتتوفر مقاصد ثمانية:
الدين والخلق والحسن وخفة المهر والولادة والبكارة والنسب وأن لا تكون قرابة قريبة الأولى أن تكون صالحة ذات دين فهذا هوالأصل وبه ينبغي أن يقع الاعتناء بها ان كانت ضعيفة الدين في صيانة نفسها وفرجها ازرت بزوجها وسودت بين الناس وجهه وشوشت بالغيرة قلبه وتنغص بذلك عيشه فان سلك سبيل الحمية والغيرة لم يزل في بلاء ومحنة وان سلك سبيل التساهل كان متهاوناً بدينه وعرضه ومنسوباً إلى قلة الحمية والانفة وإذا كانت مع النساء جميلة كان بلاءها أشد اذ يشف عن الزوج مفارقتها فلا يصبر عنها ولا يقيد عليها ويكون كما الذي جاء إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله ان عندي امرأة هي أحب الناس إلي وهي لا تمنع يد لامس قال طلقها قال: لا أصبر عنها قال استمتع بها" وانما امره بامساكها خوفاً عليه بأنه إذا طلقها أتبعها نفسه وفسد هو أيضاً معها فرأى مافي دواه نكاحه من دفع الفساد عنه مع ضيق قلبه أولى وان كانت فاسدة الدين باستهلاك مال أو بوجه آخر لم يزل العيش مشوشاً معه فان سكت ولم ينكره كان شريكاً في المعصية مخالفاً لقوله تعالى: !ه قى أ آثثتتتم !قي! تازآمه!(اوان انكر وخاصم تنغض العمر ولهذا بالغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في التحريض على ذات الدين فأما اذا لم تكن متدينة كانت شاغلة عن الدين ومشوشة له..
الثانية حسن الخلق وذلك أصل مهم في طلب الفراغة والاستعانة على الدين فانها اذا كانت سليطة بذيئة اللسان سيئة الخلق كافرة للنعم كان الضرر منها أكثر من النفع والصبر على لسان النساء مما يمحتن به الأولياء. قال بعض العرب: "انتكحوا من النساء ستة لا أنانة ولا منانة ولا حصانة ولا تنكحوا حداقة ولا براقة ولا شداقة. أما الأنانة فهي التي تمن على زوجهما فتقول فعلت كذا وكذا والحنانة التي تحن إلى زوج آخر أو ولدها من زوج آخر وهذا أيضاً مما يجب اجتنابه والحداقة التي ترمي إلى كل شيء بحدقتها فتشتهيه وتكلف الزوج شراءه والبراقة تحتمل معنيين احدهما أن تكون طول النهار وفي تصقيل وجهها وتزيينه ليكون لوجهها بريق محصل بالصنع والثاني أن تغضب على الطعام فلا تأكل إلا وحدها وتشتغل نصيبها من كل شيء وهذه لغة يمانية يقولون برقت المرأة وبرق الصبي الطعام إذا غضب عنه والشداقة المتشدقة الكثيرة الكلام.
ان كل هذه الصفات لا يمكن معرفتها من خلال الاختلاط المملوء بالزكيف ولكن من خلال الأقارب والجيران وهو الطريق الصحيح للتعرف على الصفات وان الزوج المثالي في نظر الإسلام فهو الذي تجتمع فيه صفات الانسانية الفاضلة وأخلاق الرجولة المكتملة فينظر الى الحياة نظرة صادقة ويسلك فيها السبيل القويم وليس الذي يمتلك الثروة أو يتكلف بحسن المظهر والجاه دون أن يشفع ذلك بموهبة فضل أو عنصر خير، ان حمكة الإسلام لم تضع حداً لفارق السن بين الزوجين فذلك مما ننبه له العقول السليمة وتعيه الارادة الحكيمة، والناس في هذا مختلفون فكم من متقدم في السن أكثر قدرة على القيام بواجباته الزوجية من كثير من الشباب الا أن بعض الناس تدهمهم المصلحة العاجلة عن الضرر الآجل وتهمهم مصالح أنفسهم قبل مصالح أبنائهم وذويهم وقديرون في الثروة والجاه وسيلة للسعادة دون الفتوة والقوة والشباب فيقدمون على تزويج بناتهم من شيوخ يعجزون عن القيام بواجباتهم الزوجية ويستحيل أن تكون حياة الفتاة معهم حياة قلب وروح بل حياة ضياع تتهاوى وقبور تفتح لتستقبل أصحابها مثل هؤلاء يسيئون إلى بناتهم بالغ الاساءة، والشريعة وان لم تنص بصراحة على منعهم عن هذا العمل الا أن روحها وأهدافها التي أعلنتها من شرع الزواج تمنعهم منه وتضيع عليهم صنيعه، ان من صدق الإسلام وصراحته أنه قرر للمرأة حقها في طلب الزواج ممن ترغب مادامت ترعى الأسس الصالحة في الاختيار وليس في خطبة المرأة للرجل ما يشينها أو يحقرمنزلتها فالزواج علاقة مشتركة لا يتعين أن يكون الرجل هو الباديء فيها وما دامت المرأة لا تميل مع الهوى ولا تفتتن بالظواهر فلا بأس عليها ولا خطر منها، وقد كره الإسلام الاقدام على الزواج دون نظر وتثبت خشية تقطع العلاقات وقد تبين الحقيقة وينبغي أن يراعي الرجل في الاختيار ملاءمة البيئة وكفاية مهمتها فان كان في بيئة تستلزم الصناع فلا يتعلق بالمترفة.
ان مبنى الاختيار اعتبار سلامة العقيدة والخلق والاتجاه قبل اعتبار الوضاءة والجمال، وهذا لا يعني إهدار قيمة الجمال في الزوجة أو الحرص على القبح بل يعنى شمول النظرة التي يوجهها
الخاطب الى فتاته ورعاية المهم عند تورع الصفات. قال بعضهم: من تزوج غينة كان له منها خمس خصال: مغالاة أوصداق وتسويف الزفاف وفوت الخدمة وكثرة النفقة وإذا أراد طلاقهما لم يقدر خوفاً على ذهاب مالها، والفقيرة بخلاف ذلك وقال بعضهم: ينبغي أن تكون المرأة دون الرجل بأربع والا استحقرته بالسن والطول والمال والحسب وأن تكون فوقه بأربع بالجمال والأدب والورع والخلق، وعلاقة صدق الارادة في دوام النكاح الخلق، فينبغي للعاقل أن يتخير امرأة صالحة من بيت صالح يغلب عليها الفقر لترى ما يأتيها كثيراً، وليتزوج عن تقارب في السن، وهكذا نرى أن الإسلام يوصي في اختيار الزوجة بالبحث عن الحقيقة الراسخة والحرص على الدعائم القوية التي يمكن أن يعتمد عليها بناء الأسرة فلا يناله وهن ولا يصيبه الانهيار. عن ابن عمر بن العاص- رضي الله عنهما- قال :قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة". أخرجه مسلم والنسائي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

فن اختيار شريك الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن اختيار شريك الحياة   فن اختيار شريك الحياة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23 2008, 13:22

الخطبة
هل تود ان نبدأ معاً رحلة البحث عن شريكة حياتك؟ اذاً تعال معي لنعرف بعض الأسس التي يتم على أساسها الاختيار، والطريقة المثلى إلى ذلك:
أ- ان أغلى ما يكنز الرجل في حياتنا الدنيا (امرأة صالحة) انها أغلى من الذهب والفضة، وكل مجوهرات العالم، اليست كنز الفضائل والقيم وتقف الزوجة المؤمنة إلى جانب زوجها ثابتة كالجبال الرواسي لا تزعزعها الأعاصير، هذا هو حديث ثوبان - رضي الله عنه، يرسخ فينا هذه المعاني فيقول: (لما نزل في الذهب والفضة ما نزل قالوا فأي المال نتخذ؟ قال صلى الله عليه وسلم: "ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة تعين أحدكم على امر الآخرة" روأه ابن ماجه والبزار، قال حديث حسن يقول الرسول- صلى الله عليه وسلم- "تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ودينها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك " لماذا ذات الدين؟ لأنها هي التي اذا امرها اطاعته وان نظر اليها سرته وان غاب عنها حفظته في نفسها وماله وهاهي اعرابية في الطريق يمن يطيلون النظر إليها من بني نمير فتقول يابني نمير والله ما أخذلكم بواحدة من اثنتين يقول الله تعالى (قا!لقمؤميين تغضموأيق تصنيرهغ ! (2).
2- يقول الشاعر جرير فيكم:
فغض الطرف انك من نمير فلا كعباً بلغت ولا كلابا
ما سمعا القوم من كلامها وأطرقوا خجلاً مما اقترفوا في حقها، وهكذا تكون ذات الدين تحكم عقلها وتصون كرامتها وتحفظ زوجها في غيبته لقد كان المنصفون من الآباء واولياء الامور يركزون على اصالة الجانب الديني عند لاختيار ويقدمون هذا الجانب على كل الاعتبارات والحيثيات الاخرى وإليك صورة لما كان يدور في الاجواء العربية الإسلامية بشأن الخطبة وعملية الاختيار. قال رجل للحسن ان لي بنية وانها تخطب فمن أزوجها؟ قال: زوجها ممن يتقي الله فان احبها أكرمها وان أبغضها لم يظلمها فافتح عينيك عند الاختيار وحكم عقلك وفكر فيمن يمكن اختيارها فالامر جد وما هو بهزل ليتوقف عليه مصير حياة ومستقبل أسرة سوف تكون لبنة من لبنات المجتمع وفيه رفعة واما لا قدر الله وضيعة هكذا يرى عروة بن الزبير انه يقول ما رفع احد نفسه بعد الايمان بالله بمثل منكح صدق ولا وضع نفسه بعد الكفر بالله بمثل منكح سوء ثم قال لعن الله فلانة الفت (وجدت) بني فلاناً بيضا طوالاً فقلبتهم سوداً قصارا).
بعد الخطبة
ينبغي ان نعي جيداً أن الإسلام أباح للخاطب إذا كان صادقاً في عزمه على الزواج من مخطوبته ان ينظر فقط إلى الوجه والكفين وليس من الدين ما نسميه (فترة الاختبار) أو مرحلة التجربة التي يتيح فيها الاهل للعروسين الاختلاط والخلوة حتى يختبركل منهما الآخر ففي هذا من المخاطر ما فيه فعن ابي حميد - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه ان ينظر اليها اذا كان انما ينظر اليها لخطبته وان كانت لا تعلم " رواه احمد (5/ 424) والطحاوي في شرخ معاني الآثار (3/ 14).
الاستخارة
يجب على كل مسلم إذا أراد التزوج من أي عائلة ان يستشير وبعد ذلك يستخير الله- سبحانه وتعالى- لقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- من استخار الخالق وشاور المخلوقين وثبت في امره وقد قال الله- سبحانه وتعالى-: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ} (159) سورة آل عمران ولقول قتادة: (ما تشاور قوم يبتغون وجه الله الا هو ارشد امرهم لم يبؤ الا ان يستخير المخلوقين من ذوى التجارب) والصدق والامانة والفطنة ثم يستخير الخالق الاعظم ليختار لك فالخير ما اختاره الله ولكن كيف تستخير الخالق سبحانه وتعالى؟ في صحيح البخاري عن جابر قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يعلمنا الاستخارة في الامر كما يعلمنا السورة في القرآن يقول: "إذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب، اللهم ان كنت تعلم ان هذا الأمر ويسمي حاجته خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وان كنت تعلم ان هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به " ان في الاستخارة سعادة الانسان وفي تركها شقاوته ولا شك انك بعد الاستخارة سوف تجد توجيهاً الهياً أو صرفاً ربانياً فان لم تجد اول مرة فكرر الاستخارة حتى ترى ما يلهمك الصواب لقد كان الرسول- صلى الله عليه وسلم - يستخير ربه في عظائم الامور فما خاب من استخار ولا ندم من استشار.
(المهر) الصداق
الكل يسمع عن غلاء المهور وبعض الشباب يتعذر عن الزواج بحجة غلاء المهور ولا يخفى على احد ترك الشباب من الجنسين يصلون إلى عمر يتعدى العشرين سنة ما نجدهم يتجهون إلى عمل علاقات غير شرعية وقد شرع الإسلام الزواج لكي ينهي هذه العلاقات الغير شرعية ولم يحدد المهور ولكن رغب في ان يخفض الاولياء المهور على الزواج قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "خير النساء احسنهن وجوهاً وارخصهن مهراً)) رواه ابن حبان من حديث ابن عباس (وقد نهى عن المغالاة في المهر) رواه اصحاب السنن وقد تزوج بعض اصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على وزن نواة من ذهب قيمتها وزوج سعيد بن المسيب ابنته في ابو وداعة- رضي الله عنه- على درهمين ثم حملها هو اليه ليلاً فادخلها هو من الباب ثم انصرف ثم جاءها بعد سبعة ايام فسلم عليها، وكما تكره المغالاة في المهر من جهة المرأة فيكون السؤال عن مالها من جهة الرجل ولا يقبلن ان ينكح طمعاً في المال قال الثوري اذا تزوج وقال أي شيء للمرأة ما اعلم انه لص فينبغي أخذ المهر الذي يكفي المرأة ولا يبذخ في الملابس وليلة الزفاف وستأجر قصر فخم أو فندق ويكتفي بالزواج الإسلامي المختصر لتدخل البركة على الزوجين وينتج عن هذا عدة مشاكل في المجتمع اولها.
1- العنوسة وصول البنات إلى سن الثلاثين بدون زواج مما يجعلهن يلجأن لفعل الحرام.
2- الزواج من أجنبيات مما ينتج عنه ضياع الأطفال بين الأب والزوجة.
3- انتشار المعاكسات الهاتفية.
4- انتشار الزنا.
فيا أيها الآباء افيقوا إلى هذه المشاكل لبناتكم واولادكم واتقوا الله في انفسكم فانكم سوف تسألون يوم القيامة عن كل بناتكم لماذا لم تزوجونهن واولادكم لماذا لم تزوجوهم.. افيقوا افيقوا.. افيقوا ايها الاباء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

فن اختيار شريك الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن اختيار شريك الحياة   فن اختيار شريك الحياة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23 2008, 13:23

الوليمة
الوليمة وهي مستحبة، قال انس- رضي الله عنه- رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على عبد الرحمن بن عوف- رضي الله عنه- اثر صفرة فقال: ماهذا؟ فقال: تزوجت امرأة على وزن نواة من الذهب فقال: بارك الله لك أولم ولو بشاة" متفق عليه، واولم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على صفية بتمر وسويق رواه الاربعة من حديث أنس وقال- صلى الله عليه وسلم-: ((طعام أول يوم حق وطعام الثاني سنة وطعام الثالث سمعة ومن سمع الله به)) أخرجه الترمذي ولم يرفعه الا زياد بن عبدالله وهو غريب.
وتستحب تهنئته فيقول من دخل على الزوج "بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير" رواه ابو داود والترمذي وصححه ابن ماجة وسدى ابو هريرة- رضي الله عنه- انه عليه السلام امر بتلك ويستحب اظهار النكاح قال عليه السلام: أفصل مابين الحلال والحرام الدف والصوت " رواه الترمذي وحسنه وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "أعلنوا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدفوف " وعن الربيع بنت معوذ قالت: "جاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فدخل علي غداة بني بي فجلس على فراشي وجويريات لنا يضربن بدفهن ويندبن من قتل من آبائي إلى ان قالت احداهن وفينا نبي يعلم ما في غد فقال لها: اسكتي عن هذه وقولي الذي كنت تقولين فيها" رواه البخاري وينبغي علينا عدم الاسراف في الوليمة ورمي النعم في النفايات واخوة لنا من المسلمين لا يجدون ما يأكلون ويموتون جوعاً فينبغي لنا ان نتقي الله- سبحانه وتعالى- والاقلال من هذه الخسائر التي لم ينزل بها الله من سلطان وعدم التفاخر في أصناف المأكولات ولا يوجد من يأكلها والحيطة بعد انتهاء المناسبات بتوزيع ما تبقي من الأطعمة على المساكين من البلد ليحصل الدعاء بالتوفيق والنجاح في هذه الحياة الجديدة.
هكذا دخلت كل زوجتي
ليلة الزفاف هي ليلة العمر لأنها الخط الفاصل بين مرحلة العزوبية ومرحلة الحياة الزوجية وشتان بين المرحلتين في مقياس أهل الايمان فقد بين النبي- صلى الله عليه وسلم- ان الزواج أغض للبصر وأحصن للفرج وأنه وسيلة لاستكمال الدين وإن الله- سبحانه وتعالى- يعين من تزوج يريد العفاف والستر وان خير لمتاع الدنيا المرأة الصالحة التي تعين زوجها على الآخرة وتطيعه إذا أمر وتسره إذا نظر وتحفظه في نفسها وماله إذا غاب.. ليلة الزفاف ليلة مباركة فيها ومنها وبها يبدأ تأسيس المملكة الزوجية الإسلامية المؤسسة على تقوى الله- سبحانه وتعالى- أنها ليلة حافلة بالطاعات والخيرات والبكرات.. ليلة إيمانية لها سننها وآدابها العظيمة التي يحرص المسلم المتزن على اتباعها والعمل بها ليكتب الله برحمته وكرمه للزوج وزوجته البركة والسعادة والسرور في حياة عامرة بالنور عنوانها الايمان وطاعة للرحمن للفوز بالجنان فينتقل الأزواج من دار الممر دار الكد والجد إلى دار المقر دار السعادة الأبدية {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ * سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ} (58) سورة يس الآيات:55-58 شغلهم في الجنة يأكلون الثمار ويفضون الابكار ويجلسون بجانب الانهار تحت الاشجار ويأكلون لحوم الأطيار وينظرون إلى وجه العزيز الغفار تبارك وتعالى ليلة الزفاف هي الخطوة الاولى أو المحطة الاولى من محطات العشرة الزوجية ولذا لابد من البداية الصائبة السليمة كي تستمر الرحلة صائبة سليمة تجاه الغايات النبيلة السامية من الزواج إذ أول السنن يكون دخول الزوج بزوجته بعد صلاة العشاء ويدخل الزوج وقد طهر باطنه وزينه بالتوبة من جميع الذنوب والعيوب فيدخل طاهراً نظيفاً حسياً ومعنوياً إلى المنزل الجديد يدخل مقدماً رجله اليمنى ثم يقول بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ويسلم على أهله ويدعو زوجته دعاء دخول المنزل "بسم الله ولجنا، بسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا، اللهم إنا نسالك خير المولج وخير المخرج " رواه البخاري هذه السنن المشتملة على ذكر الله- سبحانه وتعالي تطرد عدو الله إبليس فلا يدخل معهما وبرفقتهما إلى عشهما أو يعود خاسئاً حقيراً لأن رحلة الحياة الزوجية بدأت بأعظم الأعمال بذكر الله- سبحانه وتعالى- ومن المستحب في الليلة الأولى تتمثل في ملاطفة الزوجة وإكرامها بإحضار كوب من اللبن أو العصير والجلوس إلى جانبها بوجه باسم طلق فيشرب نصفه ويسقيها النصف الآخر ولا يخفى ان اللبن رمز النقاء والفطرة والاخلاص والمودة والسلام وعنوان كل المعاني الطيبة كما ان هذا التصرف الرقيق المرهف الشفاف يجعل الزوجة تستأنس بزوجها فيزول الخجل عنها بصورة تدريجية وكذلك الخوف تمهيداً لتحقيق الاتصال الجنسي وبعد ذلك يضع الزوج يده اليمنى على ناصيتها ويسمي بالله - عز وجل- ويدعو بالبركة ويقول: "اللهم إني أسالك من خيرها وخير ما جبلتها- خلقتها وطبعتها- عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه " رواه البخاري وأبوداود، فإن فعل ذلك أتاه الله من خيرها وجنبه شرها كما ورد في الحديث وبعد ذلك يأمر الزوج زوجته بالوضوء إن كانت على غير طهارة ثم يأمرها بصلاة المغرب والعشاء لأن العروس قل أن تجدها تصلي هذين الوقتين يوم الزفاف ثم يطلب منها أن تصلي خلفه ركعتين وأن تأمن على دعائه قال ابن مسعود يوصي رجلاً تزوج شابة بكراً وقد خشي ان تنفعه "اذا اتتك فأمرها ان تصلي وراءك ركعتين وقل اللهم بارك لي في اهلي وبارك لهم في اللهم اجمع بيننا ما جمعت بخير وفرق بيننا اذا فرقت بخير" رواه ابوداود، وسأذكر السنة الاخيرة في ليلة الزفاف وهي ان يقول الزوج حين يأتي اهله: "بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب ما رزقنا" قال النبي- صلى الله عليه وسلم- فان خفي بينهما ولو لم يضره الشيطان ابدا وتكون نية الزوج باعفاف نفسه واهله.
أننا إذا تأملنا هذه السنن العظيمة نجد ان الإسلام يرتقي بالانسان ويجعل مفهوم العمل الجنسي مفهوماً دينيا ويجعل الاتصال الجنسي وسيلة لا غاية ويوجه عناية اطراف العلاقة في الليلة الاولى ان الغاية من الزواج ليست للمتعة فقط بل أداء واجب ديني بانجاب الذرية الصالحة المباركة بانجاب أطفال يملؤون البيت تغريداً وجمالا وزينة في صغرهم ويخدمون دينهم وأمتهم في كبرهم، لقد تحدثت عن هذه السنن العظيمة الكريمة لأنطلق بعدها إلى بعض التفاصيل الهامة الاخرى المتعلقة بليلة لزفاف والتي تحدث عنها بعض العملاء الأجلاء في مطولاتهم ذلك لفهمهم العميق الدقيق لأهمية الحياة الزوجية والعشرة الزوجية والعلاقات بين الزوجين لأن الاسرة هي الخلية الأساسية في بناء مجتمع الايمان والخير والتقوى والجهاد.
ان الليلة الاولى من حياة الزوجين لها اهميتها البالغة في توليد الحب أو البغض وقد تحدثنا في ليلة الزفاف عن السنن والآداب التي لابد من مراعاتها والعمل بها لارساء قواعد الحب وتهيئة الجو النفسي المثالي للقاء حسي لذيذ على فراش الزوجية حيث يثاب ويؤجر الرجل على إعفاف نفسه واهله "وفي التسبيح صدقة وفي التكبير صدقة وكذلك التهليل والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف وفي وضع احدكم صدقة" كما بين النبي- صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح بذلك لأن الزوج يضع شهوته في الحلال، ان هناك من يسيئون التصرف في الليلة الأولى من العرس لتخطيهم حدود اللياقة والكياسة لاعتقادهم ان ليلة الزفاف ليلة مصارعة ولجهلهم أنها ليلة ملاعبة ومداعبة فيتعجلون تحقيق الاتصال الجنسي ويضعون همهم كله في إزالة البكارة بالسرعة الممكنة وبأي طريق وعلى أي شكل وينتظرون من زوجاتهم قبول هذا الامر بحكم الواقع وبدون مقدمات او ضياع وقت وهذا السلوك ليس من الرجولة في شيء ولا من الرحمة او الحكمة والصواب ان يكون في الامر مقبلات ومقدمات وملاطفات لاستئناس الزوجة وابعاد الخجل والخوف عنها بصورة تدريجية وإلا فإنها ستنفر من زوجها وقد يبذر بسلوكه الخاطيء بذرة الكره والبغض في نفسها له، ان الرجل المهذب المتزن يطبق السنن والآداب في ليلة الزفاف ثم يباسط زوجته بالكلام الحسن العذب وعلى الزوجة ان لا تمتنع على زوجها فيما يريد ولا بأس بالامتناع الخفيف والدلال اللطيف الذي يهيجه ويزيد من حرصه وعليه ان يلاعبها ويعانقها ويقبلها فلا يقع عليها كما تقع البهيمة ولكنه يمهد للقاء والوصال بالكلام الشاعري الشفاف والقبلات الطويلة واللمسات الناعمة فهذه الافعال اللطيفة تؤنسها وتؤنسه وتفرحها وتفرحه وتسرها وتسره فيبدأ الشعور باللذة والنشوة والمتعة يسري في كل خلايا الجسد وعلى الزوجة ان لا تكون باردة سلبية في هذه الليلة الجميلة بل ان الرجل يتطلع اليها ويريدها بجانبه قادرة على تفهم مشاعره نحوها ومبادلته الحب فلا تخاف أو تخجل اذ لا مبرر للخجل او الخوف فهي وان كانت متهيبة من الرجل القريب والقادم الجديد إلى عالمها وحياتها الجديدة فعليها أن لا تنسى أنه زوجها وشريك حياتها الذي اختارها من بين ملايين النساء في الارض لتكون الملكة التي تتربع على عرش قلبه وتحظى بحبه علاوة على هناك نداء للشهوة الفطري الصادق داخل كل منهما ولابد من اجابة هذا النداء بفرح وتفاؤل.
وأصل هذه هي صراحة الإسلام وهذا هو الحق الذي لا حياء فيه وهكذا تكون الليلة الاولى عند الزوجين تشتمل على السنن والآداب والنظافة التامة بالانتباه إلى خصال الفطرة والعطر الشذي الفواح والكلمة العذبة الرقيقة والرغبة الجنسية الفطرية الصادقة الاكيدة واللمسة الحانية. وهكذا يجب ان يكون كل ليلة وكل لقاء فحياة المسلم مع زوجته كلها كالعسل بل أحلى وأشهى من العسل لأنها الحياة التي تؤسس على الايمان والتقوى والحب والتفاهم والاتحاد والانسجام والفهم العميق للإملام فتشارك الزوجة زوجها حلو الحياة ومرها وتوافق رغباته ولا تخالفه فإذا أسست مملكة الزوجية وفق هذه المعاني العظيمة فإن الزوج يعيش مع زوجته وتعيش معه في سعادة وانسجام واستقرار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

فن اختيار شريك الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن اختيار شريك الحياة   فن اختيار شريك الحياة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23 2008, 13:24

الحذر من الإفراط والتفريط في الغيرة
لابد أن تقوم العلاقة بين الزوجين على أساس من الثقة المتبادلة بين الطرفين حتى تسيرحياتهما معا في هدوء وانسجام فلا يترك أحدهما لظنونه العنان ولا يتجسس على الآخر ولا يبالغ في الغيرة وان كل هذا مما يؤدي الى انفصام عرى المحبة وينكد انعيشة ويعرك صفوها وان كان لابد ان يوجد نوع من الغيرة المعتدلة التي تزيد من المحبة والود وتشعر الطرف الآخر أنه موضع اهتمام وعناية، يقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "إن من الغيرة مايحبه الله ومنها مايبغضه الله ومن الخيلاء ما يحبه الله ومنها ما يبغضه الله فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة والغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة والاختيال الذي يحبه الله اختيال الرجل بنفسه عند القتال وعند الصدمة والاختيال الذي يبغضه الله الاختيال في الباطل "رواه أبو داود والنسائي وابن حبان وقال "ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا مدمن الخمر والعاق والديوث الذي يقر على أهله الخبث ".
ومن أمثلة الغيرة المشروعة غيرة سعد بن معاذ- رضي الله عنه- أنه رأى امرأته وقد دفعت الى غلامه تفاحة قد أكلت منها فاستنكر منها ذلك الموقف لما قد يكون في ذلك احتمال اثارة الغلام جنسياً حين يتخيل الموضع الذي أكلته من التفاحة ثم يتخيل فمها ثم.. ثم.. فغيرة سعد هنا ضرورية ومطلوبة مما يجعل أن يتحلى به الزوجات في حالة حدوث الغيرة من أحدهما صفة الحلم حيث ينظر المغار عليه الى الغيرة نظرة ود مشوبة بالصفح والغفران لأنه يعلم أن هذه الغيرة بدافع الحب والخوف على ضياع المحبوب ولنا في رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة جاء عن عائشة- رضي الله عنها- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - "خرج من عندها ليلاً قالت فغرت عليه أن يكون أتى بعض نسائه فجاء فرأى ما أصنع فقال أغرت فقلت وهل مثلي لا يغار على ذلك " أخرجه مسلم والنسائي وعن أنس- رضي الله عنه-: "أهدى بعض نساء النبي- صلى الله عليه وسلم- له قصعة فيها ثريد وهو بيت بعض نسائه فضربت يد الخادم فانكسرت القصعة شعل النبي- صلى الله عليه وسلم- يأخذ الثريد ويرده في القصعة كلوا غارت أمكم " وفي رواية أخرى أخرجه أبو داود والنسائي أن السيدة عائشة ندمت على ذلك وقالت: "يا رسول الله ما كفارة ما مقهت؟ قال إناء مثل إناء وطعام مثل طعام " بمثل هذا الحلم ينبغي أن يتحلى الأزواج.
رسالة إلى كل مطلقة
بداية عليك أن تعرفي بأن الطلاق ليس نهاية الدنيا. فالرجل الأول وحتى الثاني ليس هو الرجل الوحيد الذي يصلح لك ويستطيع ان يمنحك السعادة والاحساس بالذات.. فالدنيا مليئة بأنهار الخير ودعيني استعد امامك سطورا دونتها في احد مقالاتي يقول "ان المطلقة تظلم نفسها عندما ترى أنها سبب فشل تجربة الزواج أو أنها فشلت في حياتها ولو فكرت قليلاً لأدركت أن ما تم هو فعلاً تجربة.. وإذا لم تنجح فأمامها تجربة أخرى لتنجح فيها بل في الرجل الذي ارتبطت به فانظري إلى الغد بأمل فكم من مطلقة بنت بيتاً وأنجبت أطفالاً وعاشت ومنحت غيرها حياة سعيدة" ( مقال للكاتب حمد القاضي جريدة عكاظ ) .
نشوز المرأة
النشوز هو الارتفاع، والمرأة الناشز: المرتفعة على زوجها المخالفة له الخارجة عن طاعته التي لم ترض بالمنزلة التي وضعها الله تعالى فيها فلم تسلم لقوامة الرجل عليها وأكثرهن في هذا الزمان ومن هذا وصفها فهي أخسر النساء صفقة وأدناهن منزلة وقدراً وأسوأهن حظاً والشرع لم يترك لهذه الحبل على الغارب وإنما شرع ما يقوم إعوجاجها وبصلح من عيبها فقال تعالى آمراً - الأزواج:{وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ} (34) سورة النساء
فجعل تأديبها على ثلاث مراتب الأولى: الموعظة وذلك بمجرد ظهور علامات النشوز منها فيذكرها بتقوى الله وخشيته وربما أوجب الله عليها من حق مبيناً ثواب قيامها بطاعته وإثم معصيتها له فان كانت ذات صلاح ودين وخشية لله وخوف منه نفعتها الموعظة كما قال تعالى: {سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى} (10) سورة الأعلى أما أن أصرت على معصيته ولم تنفعها الموعظة تحول الى المرتبة الثانية وهي الهجران في الفراش وهو هجران الجماع وفيه يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: "ولا تهجر إلا في البيت " جزء من حديث صحيح أقر به مسلم وذهب بعض الأئمة والسلف إلى أن لا يكلمها مع هجران الجماع حتى ترجع فإذا أبت أن ترجع ولم ينفعها الهجران انتقل إلى المرتبة الاخيرة من التأديب- المرتبة الثالثة الضرب غير المبرح يؤكده قول النبي- صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع: "ولكم عليهن ان لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فلعن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح " حديث صحيح وهو جزء من حديث جابر الطويل عن النبي- صلى الله عليه وسلم - أخرجه مسلم وقوله "غير مبرح " أي غير شاق يؤلم ولا يكسر أو يجرح ويجنب حال الضرب ضرب الوجه والتقبيح لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "لا تضرب الوجه ولا تقبح " جزء من حديث صحيح وهو حديث معاوية بن حيدة وقوله "لا تقبح " أي لا تقل قبحك الله أو قبح الله وجهك فهذه مراتب تأديب المرأة الخارجة عن طاعة زوجها فإن لم ينفعها ذلك كله وأعجزت زوجها فلا علاج حينئذ غير الفراق بخلع أو بطلاق والخلع من الزوجة على عوض تسلمه للزوج وهذا لا يبرر مها بزوجها بل هي آثمة ظالمة أما الطلاق فيقع من الزوج كما لا يخفى وهو غير آثم به ولا حرج فيه وإنما يأثم به إذا وقع عن ظلم فالحذر الحذر أختي المسلمة من معصية زوجك والنشوز فإن إثم ذلك كبير وعاقبته خطيرة. وذلك أشد عليك وأكثر إذا كان زوجك صالحا متقيا لله فيك غير مقصر في حقك ولا ظالم أما ان كان مقصراً أو ظالما فخذي حقك منه بالمعروف لا بالنشوز والمعصية والاستكبار عليه فعن عائشة- رضي الله عنها- ، قالت هند أم معاوية لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "إن أبا سفيان رجل شحيح فهل علي جناح أن آخذ من ماله سرا قال: خذي وبنوك ما يكفيك بالمعروف " حديث صحيح وأنت أخي الزوج إتق الله في نفسك في هذه الأمانة التي أودعها الله عندك وراقب ربك في معاملتك ومصروفك ولا تدعها تحتاج لشيء غير زائد عن حاجتها وعاملها معالمة حسنة مثل ماتريد منها المعاملة الحسنة وحسن الخلق.
العنوسة
العنوسة هي تأخر الرجل والمرأة عن وقت الزواج المشروع والمعروف لدي الناس ومما يعرف عن هذا الموضوع أنه قد انتشر في وقتنا هذا بعدة أعذار لم ينزل الله بها من سلطان فمن أعذارهم مثلا:
* إكمال الدراسة للرجل والمرأة: وهذا عذر غير مقبول- يستطيع كل منهما ان يكمل دراسته وهو متزوج وقد يكون متفوقاً في دراسته أكثر من قبل.
ومن أعذارهم أيضاً:
* تكوين النفس بالنسبة للرجل: وهذا خطأ- فمتى سوف تكون نفسك اذا وصل سنك الخامسة والثلاثين أو الأربعين بعد ذهب شبابك- لأن الشباب كالوردة لها وقتها ثم تذبل فيه كذلك يتعذرون ويحرصون على:
* زواج بناتهم إلا من أقاربهم: لا يريدون ان تخرج من عائلتهم فلماذا؟؟!! ألا يتقي الله في هذه البنت المسكينة في انه يربطها حتى يأتي أحد من أبناء عمها أو خالها أو أحد أقاربهم ليتزوجها أو أن يصل عمرها الى حوالي اربعين سنة لم تتزوج. أو أنه لا يزوجها:
* حرصاً على أخذ هذا الراتب الذي تستلمه: ويتحمل إثمها حتى نهاية حياتها فماذا تستفيد من هذا الراتب وتترك ابنتك تصارع شهوتها مما يجعلها تسلك مسلك لا يحمد عقباه وانت السبب في ذلك. ومن تلك الأسباب أيضاً:
* غلاء المهور: حيث يطلب ولي الأمر مبلغ من طالب الزواج لا يستطيع ان يحصل عليه، فلو أن أولياء الأمور خفضوا المهور على هؤلاء الشباب ليتقدموا لبناتهم وليشاركوا في بناء مجتمع إسلامي متماسك وفي إسعاد زوجين وأخذ الأجر والثواب. ومن الأسباب كذلك:
* إشتراط الجمال في الفتاة: وهذا شرط لا يمكن أن يحصل عليه كل واحد ولكن قد يوجد فتاة متوسطة الجمال وتستطيع القيام بحياتها الزوجية على أكمل وجه. وكما أوصى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها ودينها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك " . من الأسباب أيضاً:
* الزواج من أجنبيات وترك بنات البلد: ويتعذرون بغلاء المهور ولكن فكر يا أخي بزواجك من أجنبية ماذا بعد الزواج!!؟ الأولاد.. البنات هم الضحية فيما لو حصل لا سمح الله بعض المشاكل وحصل طلاق فكر بعقلك ولا تفكر بشهوتك.. ومن الأسباب أيضاً:
* عدم رغبة البنت الكبيرة في الزواج: وتحرم أخواتها من الزواج بها فلماذا تعطل على أخواتها؟ إما أن تتزوج أو أن تترك الفرصة لأخواتها لكي لا تصل العنوسة إليهن بسببها.
لذا فإنني أخاطب أولياء الأمور أن يجعلوا الله أمام أعينهم ويحرصون على تزويج بناتهم ومن تحت أيديهم إذا جاءهم من يرضون دينه وخلقه فاتقوا الله فيهم.. اتقوا الله فيهم.. اتقوا فيهم..
هل تريدون ان تسمعوا عنهن ما لا يسركم؟!! هل تريدون ترون منهن ما لا يسركم؟!! هل تريدون أن تخونوا الامانة ، امنكم عليها ربكم؟!! هل تريدون أن تحرموا الجنة بسببهن؟!! هل تريدون ان تدخلوا النار بدعائهن؟!!
أفيقوا يا أمة محمد صلوات الله وسلامه عليه من غفلتكم فإلى متى هذه الغفلة التي بدأ المجتمع يضيق بها ذرعاً وبناتنا وأولادنا فلذات أكبادنا نضحي بهم في سبيل حطام من الدنيا التي لا خير فيها.
هذا وأسأل الله جل وعلا أن تكون هذه الكلمات تعييها أذان من ولي أمراً على بنات المسلمين وشاباً تأخر عن الزواج وفتاة عن الزواج فاتها شبابها ولم تتزوج.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

فن اختيار شريك الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن اختيار شريك الحياة   فن اختيار شريك الحياة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23 2008, 13:25

وبعد: فهذا ما تيسر لي كتابته مما انقدح في ذهني بعد تتبع ستقراء لأحوال الأسرة، ابتغيت من ورائه التنبيه على الوسائل الكفيلة بتقوية أواصر الأسرة إذ إن بقوتها تكمن قوة الأمة ومن وقع منها التفريط في حق زوجها فيما سبق من عمرها فلتستدرك ولتتب إلى ربها فإن باب التوبة مفتوح مالم يحضر الموت ولتحسن عشرة زوجها فيما بقي من عمرها ولتطلب منه الرضا عنها والاستغفار لها. كما أتي ألفت أنظار الأزواج إلى أنه لا ينبغي لهم يجعلوا ما سبق بيانه في هذه الرسالة ذريعة إلى بخس حقوق نسائهم وظلمهن فإن الله- عز وجل- حدد لهن حقوقاً كذلك قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (228) سورة البقرة وقال تعالى: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} (34) سورة النساء
وفي هذا تحريم ظلمهن اذا قمن مما أوجب الله عليهن من طاعة الأزواج فما ورد من صواب فذلك من فضل الله علي وما ورد فيه من خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله والمؤمنون منه براء وأستغفر الله العظيم منه سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المراجع
1- القرن الكريم.
2- صحيح البخاري.
3- صحيح مسلم.
4- منهج السنة في الزواج الدكتور محمد أحمد الأحمدي أبو النور.
5- العلاقات الاجتماعية بعد الزواج محمد عبد الهادي
6- صفة الزوجة الصالحة عبد الله بن يوسف الجديع
7- للأزواج فقط ماجد ولبني
8- الأحكام المطلوبة في رؤية المخطوبة سمير أمين الزهيري.
9- الرجل والمرأة وحقيقة العلاقة بينهما الدكتور سمير زهير محمد الزميلي.
10- وصايا للزوجين الدكتور محمد بن لطفي الصباغ.
11- الزواج الإسلامي السعيد أبي حامد الغزالي
12- تعدد الزوجات ومعيارها دكتور أحمد علي طه ريان.
13- المشاكل الزوجية وحلولها محمد عثمان الخشت.
تعدد الزوجات
لقد شاءت ارادة الله تعالى ان يجعل الاسرة عماد الحياة وقاعدة العمران، وأساساً لنشأة المجتمعات وقيام الحضارات لذلك أحاط المولى تبارك وتعالى بنيانها بمجموعة من القواعد الثابتة والركائز الصلبة لحمايته مما يصيبه من وهن أو ينابه من ضعف، او يعتريه من تفكك من هذه القواعد وتلك الركائز تشريع تعدد الازواج لذا كان هذا التشريع خير دليل على واقعية التشريع الإسلامي ومدى انسجامه مع طبيعة الانسان البشرية ولا ريب فهو تنزيل ممن خلق الانسان وعلم منشأ فطرته وأسرار تكوينه فعمل على ما يصلح ذاته ويقيم مجتمعه فهو لم يحرم تعدد الزوجات بإطلاق ولم يدع الرجال على ما كانوا عليه من الاسراف في العدد وفي ظلم النساء بل قيده بالعدد الذي تقتضيه مصلحة النسل وحالة الاجتماع ومدى استعداد الرجال له مع اشتراط القدرة على الانفاق عليهن واستطاعة العدل بينهم ولكن للأسف الشديد ان بعض الرجال هداهم الله يتزوجون على زوجاتهم ويتركون الزوجة الأولى وأولادها وينجرف مع هذا التيار الجديد ويأخذ الأسبوع وممكن الشهر لا يعلم عنهم شيئاً وإذا ناقشته عن هذا الموضوع قال أنا أمنة لهم كل شيء مصاريف وكسوة ومنزل وسائق وخادمة ماذا يريدون غير هذا لا يعلم أنهم يريدونه هو يريدون الجلوس معه.. يريدون المزاح معه يريدون الأنس به أن يحس بهم أن يحرص على راحتهم أن يهتم بهم ماذا ينتج من هذا الاهمال ضياع الأبناء.. ضياع البنات.. تحمل الزوجة المسئولية كاملة والرجل لا يعلم عن هذه المسألة شيئاً لأنه منغمس في شهوته وفي راحته ونسي من خلفه طالما أنه أمن لهم المأكل والمشرب نحن لا نمنع من هذا الزواج إذا راعى فيه الزوج جميع المسئوليات المستقبلية فالوقت قد تغيرت المفاهيم وكثرت الفتن فلابد من المراقبة والحرص ومن فوائد التعدد في حالة مرض الزوجة مرضاً مزمناً يطول برؤه أو يستعصى علاجه يتزوج ويتركها في ذمته بدلاً من طلاقه قد يكتشف أن زوجته عقيما ويتزوج وقد يكون الرجل لديه رغبات جامحة في ممارسة الجنس وزوجته لا تستطيع ان تمكنه من نفسها لضعف بها أو لكبر سنها فماذا يفعل هذا الانسان يطلق لنفسه العنان وهو يأمر يكبت شهوته أو يتزوج بزوجة تقوم بعبء ما تعجز الأولى عنه.
4- كثرة النسل لزيادة أمة محمد صلوات الله وسلامه عليه.
5- المرأة المطلقة لو تزوجها رجل له زوجة خير لها أو جلوسها بعد طلاقها فزواجها أحسن من جلوسها.
6- بعض الرجال لا يريدون الزواج ويتأخرون عن الوقت المناسب للزواج أو لا يتزوج أبداً وفي أسنانهن إناث كبروا وفاتهم سن الزواج وتتزوج من رجل متزوج وتنتهي مشكلتها والفوائد كثيرة وهذا شيء موجز عنها واختم هذا الكلام بقول امرأة غربية كما نشرت ذلك في جريدة لندن وترجمها الشيخ رشيد رضا: لقد كثرت الشاردات من بناتنا وعم البلاء وقل الباحثون عن أسباب ذلك وإذا كانت امرأة تراني انظر إلى هاتيك البنات وقلبي يتقطع شفقة عليهن وحزناً وماذا عسى أن يفيدهن بثي وحزني وإن شاركني فيه الناس أجمعون لا فائدة الا في العمل بما يمنع هذه الحالة الرجسة هو الاباحة للرجل بأن يتزوج بأكثر من واحدة، وبهذه الواسطة يزول وتصبح بناتنا ربات بيوت فالبلاء كل البلاء في إجبار الرجل الأوربي على الاكتفاء بامرأة واحدة إن هذا التحديد بواحدة هو الذي جعل بناتنا شوارد، وقذف بهن إلى التماس الرجال وتقول استاذة المانية: إنني أفضل أن أكون زوجة مع عشر نساء لرجل ناجح على أن أكون الزوجة الوحيدة لرجل فاشل تافه، إن هذا ليس رأيي وحدي بل رأي كل نساء ألمانيا، ويقول جوستاف لوشمون: إن مبدأ تعدد الزوجات الشرقي نظام طيب يرفع المستوى الأخلاقي في الامم التي تقول به ويزيد الاسرة ارتباطا ويمنح المرأة احتراماً وسعادة ولا تراهما في أوربا إن إباحة تعدد الزوجات يجعل كل امرأة ربة بيت وأم سعيدة في حياتها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*عروسه مضيعه كعبها*
مشرفة
مشرفة
*عروسه مضيعه كعبها*


عدد المساهمات : 549
تاريخ التسجيل : 16/04/2008

فن اختيار شريك الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن اختيار شريك الحياة   فن اختيار شريك الحياة I_icon_minitimeالجمعة يوليو 11 2008, 14:06

فن اختيار شريك الحياة 670809
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الليث الابيض
مشرف
مشرف
الليث الابيض


عدد المساهمات : 390
تاريخ التسجيل : 16/04/2008

فن اختيار شريك الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فن اختيار شريك الحياة   فن اختيار شريك الحياة I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 24 2008, 14:37

موضوع قيم
بس لو قسمته على عدة مواضيع عشان يسهل فهمه

تقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فن اختيار شريك الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإبداع :: 
التربية والتعليم
 :: بحوث ومقالات علمية
-
انتقل الى: