الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يحتوى على درر مما كتب ويكنب وعلى صنوف الإبداع في شتى صنوف المعرفة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أهلة الشهور بين الرؤية والحساب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

أهلة الشهور بين الرؤية والحساب Empty
مُساهمةموضوع: أهلة الشهور بين الرؤية والحساب   أهلة الشهور بين الرؤية والحساب I_icon_minitimeالأحد يونيو 22 2008, 20:57

[size=12]أهلة الشهور بين الرؤية والحساب

مسألة أهلة الشهور العربية باتت قضية من القضايا المزمنة في جسد الأمة وتظهر آثارها كل عيد او مناسبة إسلامية,,,ومن جملة ما أحزننا هنا في بلاد الغربة ورفع علي رؤسنا علامات استفهام ما حدث هذا العام حيث تقرر أن بداية شهر ذي الحجة إنما تكون يوم 11 ديسمبر وبعد مرور اليوم كاملا فوجئنا بقرار مجلس القضاء الأعلى في السعودية أن اليوم المنصرم كان أول ذي الحجة وهو ما وضع الناس في حيرة,,,وفوت علي البعض صيام غرة الشهر إن كانوا ممن يتبعون المملكة. ولما كنت ممن يأخذون بالرأي القائل بأن الرؤية ظنية والحساب قطعي في النفي أحببت أن أشرك إخواني بالتفاعل في هذه المسألة وأنقل لهم بحثا ماتعا للدكتور شرف القضاه في هذا الباب:
ثبوت الشهر القمري بين الحديث النبوي والعلم الحديث
الأستاذ الدكتور شرف محمود القضاة
كلية الشريعة - الجامعة الأردنية

المختصر
يتناول هذا البحث مسألة إثبات الشهر القمري بالحساب والتقدير، وذلك باستعراض أدلة الفريقين ومناقشتها، مبينا أن إثبات الشهر بالحساب هو الأصل الذي لم يكن متيسرا وقطعيا في العصور الأولى، وأن الوسيلة التي كانت متيسرة هي الرؤية إن كان الجو صحوا وإلا فالإكمال ثلاثين، وأنه لابد في عصرنا من الرجوع إلى الأصل لأنه أصبح متيسرا وقطعيا في النفي والإثبات على حد سواء، إذ لا فرق بينهما لا شرعيا ولا علميا.
ويتميز البحث ببيان المعلومات الفلكية ذات العلاقة، وحالات الشهادة المستحيلة علميا، وبيان المشكلات التطبيقية في الشهادة والإكمال، وميزات اعتماد الحساب.
ويخلص البحث إلى ضرورة اعتماد الحساب، واعتبار اختلاف المطالع، وأن الهلال إذا ثبت في بلد فقد ثبت في كل البلدان الواقعة على خط الطول نفسه، وفي البلدان الواقعة غربه من باب أولى، وبذلك يدخل الشهر في كل الأرض في يوم واحد بالمعنى الشرعي.

Abstract

In this paper we discuss the issue of lunation from Shari'a point of view. Can we rely on calculations or should we be restricted to eyesight? In Sunna, we have two confirmed Hadiths ( sayings of the prophet); one commanding us to estimate, which means to make calculations, and the other commanding us to complete the thirty days of the month if the seing of the new moon is not possible. The later case were followed in the early ages of Islam for two reasons; first , the calculations were not accurate, and second, the Muslim Nation, during that period of time, were nearly illiterate in this area.

Recently, the astronomic calculations regarding the new moon, and consequently, regarding lunation are not only very accurate, but are rather precise and error free. So, our opinion, which is deduced from the sayings of the prophet, peace be upon him, is to rely on calculations to determine lunation. Finally, we state that if the lunation is proven in a certain area, it is then proven in all places at the same or, by the way, to the west of the longitude line passing through that area.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فيعالج هذا البحث مشكلة واقعية وهي الاختلاف الواقع في تحديد بداية الأشهر القمرية وبخاصة شهري رمضان وشوال، فلا شك أن هنالك خطأ يتسبب في هذا الاختلاف، فأين يكمن هذا الخطأ؟ وكيف يمكن التخلص منه؟.
وهذا الموضوع له جانبان جانب شرعي نابع من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وجانب فلكي معتمد على قوانين حركة الأرض والقمر وموقعهما من الشمس.
ولقد كان علم الفلك لقرون طويلة علما إسلاميا، ووضع المسلمون كثيرا من قواعده وأصوله وقوانينه، ولم يكن هنالك انفصام بين العلوم الشرعية والعلوم الطبيعية، ومنها علم الفلك، فكنتَ تجد الفقيه الطبيب كابن رشد الحفيد الذي له كتابان شهيران أحدهما في الفقه وهو ( بداية المجتهد ) والثاني في الطب وهو ( الكليات )، وكابن النفيس الدمشقي الذي كان يدرِّس الفقه والطب، وكثير غيرهما.
ثم جاءت عصور تقطعت فيه الصلات بين هذه التخصصات، وتقوقع كل تخصص على نفسه حتى في داخل التخصصات الشرعية نفسها، وأصبح التفاهم بين التخصصات الشرعية والطبيعية صعبا، وافتعلت مشكلة بين الإسلام والعلوم الطبيعية تقليدا ومحاكاة لما حدث في أوروبا، وكان هذا من المشكلات الثقافية الهامة التي أصابت الأمة الإسلامية في عصور انحطاطها.
ولذلك لا بد من إعادة بناء الجسور التي هدمت بين هذه التخصصات إذا أردنا لهذه الأمة أن تنهض من جديد، ويأتي هذا البحث في هذا الإطار الذي أرجو أن يعيد للأمة شيئا من تماسكها الثقافي في وجه ما تلاقيه من هجمات شرسة في كل مجالات الحياة.
وسأتناول جانب الحديث النبوي والجانب الفلكي، دون الخوض في الجانب الفقهي الذي يحتاج بحثا خاصا، وقد كُتبت فيه فعلا بحوث متعددة قديما وحديثا.
والله الموفق وعليه وحده الاتكال.
بماذا يثبت الشهر؟
لاشك أن الشهر يثبت بالرؤية، ولا شك أنه يثبت بالإتمام عندما يغم على الناس،كما كان ذلك متبعا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده إلى عصرنا هذا، ولكن هل يثبت الشهر بالحساب والتقدير؟ في هذه المسألة رأيان مشهوران:
أولهما: أن الشهر لا يثبت بالحساب والتقدير وهو قول الجمهور قديما وحديثا.
ثانيهما: أن الشهر يثبت بالحساب والتقدير وهذا الرأي لم يقل به في القرون الأولى إلا قلة، ولكن أتباعه يزدادون جيلا بعد جيل.

أدلة الرأي الأول ومناقشتها:
استدل أصحاب الرأي الأول بما يلي:
1. بحديث ابن عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَعَقَدَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تَمَامَ ثَلَاثِينَ ) .
قال ابن حجر العسقلاني: إن الحديث علق الحكم بالصوم بالرؤية لرفع الحرج عنهم في معاناة حساب التسيير .
وقال القرطبي تعليقا على الحديث: إن الله لم يكلفنا في تعرف مواقيت صومنا ما نحتاج فيه إلى معرفة حساب ولا كتابة، وإنما ربطت عبادتنا بأعلام واضحة وأمور ظاهرة يستوي في معرفتها الحُسَّاب وغيرهم .
فالحديث ينفي ولا ينهى، إنه ينفي أن تكون الأمة الإسلامية في ذلك الوقت أمة متقدمة في العلوم بعامة وفي علم الفلك بخاصة، وليس في الحديث نهي عن الحساب، وإلا كان معناه تحريم علم الحساب بعامة - أي علم الرياضيات - وتحريم حساب حركة الأجرام السماوية بخاصة - أي علم الفلك – ولم يقل بهذا أحد.
بل لو أننا فهمنا الحديث على هذا النحو لكان معناه تحريم تعلم الكتابة أيضا لأن الحديث يقول ( لا نكتب ) وهذا ما لم يقل به أحد، ويتعارض مع كل الآيات والأحاديث التي تأمر بالعلم بمعناه الشامل.
2. وبحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَــالَ ( صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ ) .
فقالوا إنه لا بد من الرؤية، لأن الحديث رتب الأمر بالصوم على الرؤية، وقد تعبدنا الله بذلك.
وقد جعل أصحابُ هذا الرأي الرؤية شرطا لثبوت الشهر، ولم يعتبروها وسيلة لإثباته، وهذا مرجوح لأمور:
أولها: أن الشهر يثبت بالإكمال في حال الغيم بنص الأحاديث المعروفة التي ستأتي في أدلة أصحاب الرأي الثاني، ولذلك لا تشترط رؤية الهلال بعد غروب شمس اليوم الثلاثين لإثبات دخول الشهر باتفاق، لأن وجوده في هذه الحالة لا شك فيه، فالعبرة إذن بتيقن وجوده مع إمكان رؤيته لو لم يحل دون ذلك غمام .
ثانيها: أنهم لم يطبقوا ذلك على أحاديث أخرى كحديث ( إذا رأيتم الليل أقبل من هاهنا فقد أفطر الصائم ) ، والمسلمون منذ زمن طويل يصومون ويفطرون على الحساب والتقدير من غير نكير، ولا يراقبون طلوع الفجر وغروب الشمس بالعين كما كانوا يفعلون زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزمن من بعده من أهل القرون الأولى الفاضلة، فلماذا لم يجعلوا الرؤية هنا شرطا للإفطار؟.
ثالثها: أن الحديث خرج مخرج الغالب ، كما هو الشأن في كثير من النصوص الشرعية، والسبب في ذلك أن هذه هي الوسيلة التي كانت متاحة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن متاحا للأمة الإسلامية في ذلك الوقت الحساب الفلكي القطعي، بل ولا الذي يحقق غلبة الظن.
3. أن الحساب من علم النجوم، وقد نهانا الإسلام عن ذلك، فعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَبِرِزْقِ اللَّهِ وَبِفَضْلِ اللَّهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِنَجْمِ كَذَا فَهُوَ مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ كَافِرٌ بِي ) .
قال ابن بزيزة: فقد نهت الشريعة عن الخوض في علم النجوم لأنه حدس وتخمين ليس فيه قطع ولا ظن غالب، مع أنه لو ارتبط الأمر بها لضاق .
وهذا الدليل أيضا لا يدل على النهي عن تعلم حساب حركة النجوم ولا عن اعتماده في إثبات الشهر، بل هو نهي عن التنجيم الذي هو ادعاء علم المستقبل من خلال حركة النجوم، والزعم أن للنجوم تأثيرا في حياة الإنسان وأن مستقبل الإنسان يتحدد بناء على برجه أي التاريخ الذي ولد فيه.
4. أن الحساب ظني لا تقوم به الحجة، كما في كلام ابن بزيزة الآنف الذكر، والدليل على أنه ظني أن التقاويم التي تصدر عنهم تختلف في بدايات الشهور فيما بينها.
ولقد كان هذا الدليل صحيحا في القرون الأولى من الإسلام، ولكن علم الفلك تقدم كثيرا بعد ذلك عبر القرون، حتى أصبح قبل مئات السنين في نطاق غلبة الظن، ثم أصبح في مسألة بداية الشهر القمري علما قطعيا كما سأبينه لاحقا.
5. أن في الحساب تكليفا للناس بما لا يطيقون، قال النووي: قالوا ولا يجوز أن يكون المراد - أي بحديث فاقدروا - حساب المنجمين لأن الناس لو كلفوا به ضاق عليهم . وكما في كلام ابن حجر وابن بزيزة الذي سبق ذكره، فمن أين للناس في كل بلدة أو قرية متخصص في علم الفلك.
وهذا كلام صحيح فيما مضى أيضا حينما كانت وسائل المواصلات بطيئة، ولم يكن من الممكن أن يُنقل خبر بداية الشهر إلى أماكن بعيدة خلال ساعات أو يوم، ولكن هذا في عصرنا عصر الإذاعة والتلفزيون والهاتف والفاكس والإنترنت لا يكلف الناس شيئا من المشقة، بل إن الحساب الآن أسهل عليهم من المراقبة بالعين المجردة في كل منطقة، فيكفي وجود عدد قليل من المتخصصين في علم الفلك في العالم الإسلامي كله يحددون بداية الشهر ويبلغون الناس بذلك في دقائق.
وهكذا وبعد مناقشة الأدلة فإن أدلة هذا الرأي بعضها لا يصح أصلا، وبعضها يصف واقعا معينا قبل قرون طويلة ولا ينطبق ذلك على عصرنا إطلاقا.

أدلة الرأي الثاني ومناقشتها:
يمكن أن يُستدل لأصحاب الرأي الثاني بما يلي:
1. بقول الله تعالى { شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه … الآية } .
2. عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ ) .
ووجه الاستدلال بهذين الدليلين أن الله قد فرض علينا أن نصوم كل أيام شهر رمضان متى ثبت الشهر، وقد كانت الرؤية ثم الإكمال خير وسيلة لذلك، أما الآن فإن الحساب هو الوسيلة الأفضل لبعدها عن الخطأ، ويؤكد ذلك الدليل التالي.
3. عن ابن عمر رَضِي اللَّه عَنْهمَا يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَعَقَدَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تَمَامَ ثَلَاثِينَ ) .
قالوا إن هذا الحديث يدل على أن الأصل في إثبات الشهر أن يكون بالحساب، ولأن هذا الأصل غير متيسر في عصر النبي صلى الله عليه وسلم فقد تم اللجوء إلى البديل وهو الرؤية، وإلا فما وجه ذكر أن الأمة أمية لا تكتب ولا تحسب؟ أي يكون معنى مجموع الأحاديث كما يلي: لأننا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب صوموا لرؤيته، فإن غم عليكم فأتموا، فالعلة في إثبات الشهر بالرؤية هي أن الأمة لا علم لها بعلم الفلك، والمعلول يدور مع العلة وجودا وعدما، أما في عصرنا فقد تيسر الأصل فلماذا نلجأ إلى البديل؟ .
4. وبحديث ابن عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ ) .
وقد اختلف العلماء في معنى التقدير الوارد في الحديث على ثلاثة آراء :
أولها: قدروه تحت السحاب، أي اجعلوه تسعة وعشرين، وعلى هذا الرأي أحمد وغيره.
وهذا الرأي غير صحيح لأنه على عكس معنى حديث فأتموا، فهو رأي يتعارض مع النصوص الأخرى.
ثانيها: قدروه بحساب المنازل، أي اعتمدوا فيه الحساب، وعليه ابن سُريج وغيره.
ثالثها: قدروا له تمام العدة ثلاثين، وعليه الجمهور.
والذي أرى أنه الراجح هو الرأي الثاني لما يلي:
أولا: أن معنى هذا الحديث كمعنى الحديث الوارد في مدة مكث الدجال وأنه يمكث أربعين يوما منها يوم كسنة ( قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال صلى الله عليه وسلم: لا اقدروا له قدره ) ، فلا شك أن المعنى هنا هو الحساب لكل صلاة بحيث يصلون في ذلك اليوم صلاة سنة.
ثانيا: تبين لي بعد جمع الروايات ورسم شجرة الأسانيد ومقارنتها ما يلي: اتفق كل الرواة من طريق سالم عن ابن عمر، ومن طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر على رواية ( فاقدروا له ) كما هو في البخاري ومسلم والموطأ والنسائي وابن ماجة وأحمد، وبعض أسانيدهم مما قيل فيها: أصح الأسانيد.
وأما رواية ( اقدروا له ثلاثين ) فقد اختلف فيها الرواة عن نافع عن ابن عمر، فروى أكثرهم ( فاقدروا له ) من غير لفظة ثلاثين، كما في البخاري ومسلم والموطأ والدارمي وأحمد، وعدد هذه الروايات إحدى عشرة رواية، ولم ترد رواية ( فاقدروا له ثلاثين ) إلا في ثلاث روايات من طريق نافع كما في مسلم وأبي داود.
ولذلك فإن رواية ( فاقدروا له ) هي الرواية الأصح من حيث عددُ الرواة، ومن حيث قوةُ ضبطهم.
5. أن الحساب كان ظنيا، بل كان دون ذلك، ولكنه الآن أصبح قطعيا لأن حركة الأجرام السماوية من شمس وقمر وغيرهما حركة منتظمة لها قانون ثابت، يقول الله تعالى { الشمس والقمر بحسبان } أي بحساب ثابت دقيق جدا، كما تدل عليه صيغة المبالغة.
ويقول سبحانه { والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم، لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون } .
ولقد بدأت محاولات الإنسان لمعرفة قوانين حركة المجموعة الشمسية منذ زمن سحيق، وبدأ العلماء يحققون شيئا من التقدم منذ آلاف السنين، ولكن حساباتهم كانت ظنية، واستمر العلماء في تعديل حساباتهم حتى أصبحت في عصرنا غاية في الدقة، وحتى أصبحوا يحسبون الشهر القمري بأجزاء الثانية، وأصبح من المعلوم لديهم جميعا دون اختلاف أن متوسط الشهر القمري هو: 29 يوما و12 ساعة و44 دقيقة وثانيتان و87% من الثانية، أفيمكن بعد ذلك أن يقال إن الحسابات الفلكية ظنية !.
ولذلك تعرف ولادة القمر ( أي لحظة الاقتران ) باليوم والساعة والدقيقة والثانية لمئات السنين القادمة، وهي الآن موجودة ومعلنة ومطبوعة لعشرات السنين القادمة ، كما أنها موجودة في برامج الحاسوب، وعلى شبكة الإنترنت، وليس ذلك من العلم بالغيب في شيء، وإنما يدل ذلك على أن لهذا الكون سننا وقوانين ثابتة لا تتغير ولا تتبدل.
وأما ما يقال من اختلاف التقاويم فيما بينها فليس سببه اختلاف المتخصصين، فهذه التقاويم لا تصدر عن المتخصصين ولا عن المراكز العلمية، وإنما تصدر عن بعض المقومين الذين تعلموا ذلك من كتب وجداول قديمة مضت عليها مئات السنين، وفيها أخطاء، ولم يدرس هؤلاء المقومون علم الفلك الحديث، ومع ذلك فإن بعض وسائل الإعلام تخلط - كما هو شأنها - وتصفهم أنهم علماء في الفلك، وهذا كمن يخلط بين الطب الشعبي والطب الحديث وبخاصة في مجال التشخيص بعد كل التقدم الموجود في علم المختبرات وما شاكلها من وسائل.
ومما يؤكد هذه الدقة أن حسابات الكسوف والخسوف دقيقة جدا رغم أنها أصعب بعشرات المرات من حساب بداية الشهر القمري، ومع ذلك يحدد العلماء قبل عشرات بل مئات السنين مواعيد الكسوف والخسوف باليوم والساعة والدقيقة، ويحددون الأماكن التي يرى منها، وكم سيستمر، وهل سيكون كليا أم جزئيا، وكل ذلك يتحقق بدقة كما يعرف المتابعون لذلك ، فإلى متى يمكن تجاهل ذلك؟ ولماذا يتم تجاهله؟ ولماذا يريد البعض أن يضع الإسلام في موضع المعارضة للحقائق العلمية الحديثة؟ وأن يوقع الإسلام في مثل ما أوقعت به الكنيسة في أوروبا نفسها، مما أدى إلى فصل الدين عندهم عن الحياة، ولمصلحة من يتم ذلك؟ بالرغم من أن الإسلام - وهو دين العلم - لم ينه عن الأخذ بالحساب والتقدير وبخاصة إذا كان قطعيا، بل قد أشار إليه، بل قد أمر به، كما سبق ذكره في أدلة أصحاب الرأي الثاني.
وهكذا يمكن فهم الحديثين المتعلقين بحالة الغيم ( فإن غم عليكم فأكملوا ) و( فإن غم عليكم فاقدروا ) بشكل متكامل، فإنه لا تعارض بين الحديثين، وإنما يطبق كل منهما في حالة غير الأخرى، فإن كان الحساب ظنيا، أو كانت الأمة أمية في هذا المجال فالحكم الشرعي هنا هو الإكمال، وأما إن كان الحساب قطعيا أو قريبا من ذلك فإن المطلوب في هذه الحالة هو التقدير، ولعل أول من قال بهذا الرأي هو ابن سريج أحد كبار الفقهاء في القرن الثالث الهجري، ولذلك نقل ابن العربي عنه أن حديث ( فاقدروا ) خطاب لمن خصه الله بهذا العلم .
وهكذا فإنه يتبين من خلال مناقشة الرأيين أن الرأي الثاني الذي يأخذ بالحساب والتقدير هو الأرجح في عصرنا بعد أن زالت عن الأمة الإسلامية أُمِّيَتُها، وبعد أن أصبح علم الفلك في مجال حساب حركة القمر والأرض علما قطعيا.

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

أهلة الشهور بين الرؤية والحساب Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهلة الشهور بين الرؤية والحساب   أهلة الشهور بين الرؤية والحساب I_icon_minitimeالأحد يونيو 22 2008, 20:58

هل التقدير للإثبات والنفي أم للنفي فقط؟:
فرَّق بعض العلماء بين الأخذ بالحساب بين حالتي النفي والإثبات، فقالوا لا نثبت الشهر إلا بالرؤية أو الإكمال في حالة الغيم تطبيقا للأحاديث التي استدل بها الفريق الأول، ولا يأخذون بالحساب إلا في نفي شهادة الشهود إذا شهدوا برؤية الهلال وكان الحساب يقول باستحالة تلك الرؤية.
وقد ظهر هذا الرأي في وقت متأخر نسبيا، حيث بدأت الأمة تخرج من أميتها الفلكية، وبدأت الحسابات تدل على استحالة بعض الشهادات، ولعل أول من قال بهذا - إذا كانت الحسابات قطعية في النفي لا في الإثبات - هو تقي الدين السبكي في القرن الثامن الهجري حيث قال: وهاهنا صورة أخرى وهو أن يدل الحساب على عدم إمكان رؤيته … فلو أُخبرنا به بخبر واحد أو أكثر ممن يحتمل خبره الكذب أو الغلط.. لم تقبل الشهادة، لأن الحساب قطعي والشهادة والخبر ظنيان، والظن لا يعارض القطع فضلا عن أن يقدم عليه، والبينة شرطها أن يكون ما شهدت به ممكنا حسا وعقلا وشرعا.. والشرع لا يأتي بالمستحيلات .
ولم يثبت السبكي الشهر بالحساب لسبب ذكره فقال: إن الحساب - لدخول الشهر - إنما يقتضي الإمكان، ومجرد الإمكان لا يجب أن يرتب عليه الحكم.. والفرق بينه وبين أوقات الصلاة أن الغلط قد يحصل هنا كثيرا بخلاف أوقات الصلاة يحصل القطع أو قريب منه غالبا . فسبب أخذه بالحساب في النفي فقط هو أن علم الفلك في عصره - أي قبل سبعة قرون - كان قطعيا في النفي دون الإثبات، أو هكذا ظن السبكي رحمه الله ولذلك فإن السبكي ممن يقول باعتماد الحساب في الإثبات أيضا إذا صار الحساب قطعيا كما في عصرنا.
وممن قال به من المتأخرين الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر ، والشيخ علي الطنطاوي حيث يقول: وهذا الحساب قطعي، بينما الشهادة على الرؤية غير قطعية فربما توهم الشاهد أو كذب … وخلاصة رأي السبكي الذي يجمع بين العمل بحديث (صوموا لرؤيته) وبين حقائق علم الفلك هي أن نسأل أولا علماء الفلك هل يمكن أن يُرى الهلال هذه الليلة؟ فإن قالوا: نعم، تحرينا رؤيته … وإن قالوا بأنه لا يمكن أن يُرى رددنا شهادات الشهود … وأنا أرجو ممن يقرأ هذه الفتوى … أن يفكر في رأي السبكي فإن فيه العمل بالسنة وفيه اتباع حقائق العلم، وأرجو من أهل العلم وأرباب الأقلام أن يتكلموا فيه .
وهؤلاء الثلاثة ممن مارس القضاء، وخبر الأمر عمليا، واطلع على الأعاجيب في شهادات الشهود، وقد أخذ بهذا الرأي عدد من المحاكم الشرعية في الدول الإسلامية كمصر والأردن، ويقول بهذا الرأي عدد من العلماء اليوم، وذلك محاولة للتقريب بين رأي من يأخذ بالحساب مطلقا، ورأي من يرفضه مطلقا.
ولا شك أن هذا الرأي أقرب إلى الصواب من رأي من يرفض الحساب مطلقا، ويقبل شهادة من يشهد برؤية الهلال ولو قبل ولادته ( الاقتران ) بيوم كامل.
وميزة هذا الرأي ما يلي:
1. أنه يحاول التوفيق بين الرأيين السابقين.
2. أنه في الحقيقة درجة للوصول إلى الأخذ بالحساب في الإثبات والنفي.
3. أنه يعالج المشكلة كما يعيشها العالم الإسلامي اليوم، فالمشكلة الرئيسية في عصرنا ليست في عدم رؤية الهلال لغيم أو غيره مع أن الحساب يثبت وجوده، ولكن المشكلة التي تتكرر في أكثر السنين هي الشهادة برؤية الهلال قبل ولادته (الاقتران) أو بعد الاقتران ولكن أثناء المحاق، أي حيث لا تمكن رؤيته.
ولكننا لو دققنا في هذا الرأي لم نجد له ما يؤيده لا شرعيا ولا علميا، فالنصوص الشرعية لم تفرق بين النفي والإثبات في الأخذ بالحساب والتقدير، وبخاصة حديث ( فإن غم عليكم فاقدروا له ) ففي الحديث أمر بالتقدير لإثبات الشهر، وليس لنفي الشهادة، وأما علميا فلا فرق في دقة الحساب وقطعيته بين حساب إثبات دخول الشهر، وحساب نفي دخوله.
وهكذا فإن الراجح في عصرنا أن اعتماد التقدير والحساب يكون للنفي والإثبات سواء بسواء، وذلك لما يلي:
1. لأن الحساب هو الأصل الذي لم يكن متيسرا في العصر النبوي فجاء الأمر بالصوم إذا رئي الهلال بديلا عنه، كما دل على ذلك حديث ( إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلا نَحْسُبُ ).
2. ولأن الشهادة بالرؤية غالبا ما تكون ظنية وكذلك الإكمال، بينما الحساب في عصرنا قطعي، وكلها وسائل فنأخذ في كل عصر بأقوى وسيلة.
3. وتطبيقا لحديث ( فإن غم عليكم فاقدروا له ).
ونكون بذلك قد أخذنا بالنصوص الشرعية كلها، وفهمناها بطريقة متكاملة، ونكون في الوقت نفسه قد أخذنا بالحقائق العلمية الحديثة ولم نهملها، ومن أشهر من قال بهذا الرأي قديما مطرف بن عبد الله من كبار التابعين في القرن الهجري الأول ، وأبو العباس بن سريج من كبار الفقهاء في القرن الثالث الهجري، وابن قتيبة الدينوري من كبار علماء القرن الهجري الثالث ، والسبكي من كبار علماء القرن الثامن الهجري إن كان الحساب قطعيا، حيث يعلق على حديث ( فأكملوا عدة شعبان ثلاثين ) فيقول: وقد يقال إنه يرد على القائلين بجواز الصوم أو وجوبه إذا دل الحساب على رؤيته، ووجه الاعتذار عنه أنه لما دل على الصوم بإكمال ثلاثين من غير رؤية فهمنا المعنى وهو طلوع الهلال وإمكان رؤيته، وهما حاصلان بالهلال في ليلة الثلاثين في بعض الأوقات .
ويقول في مكان آخر: وإذا غم الهلال علينا في مثل ذلك فيقوى اعتماد الحساب والحكم بالهلال كما قاله كثير من الأصحاب .
ومن أشهر من قال به في عصرنا الشيخ أحمد شاكر حيث قال: فإذا خرجت الأمة عن أميتها وصارت تكتب وتحسب … وجب أن يرجعوا إلى اليقين الثابت، وأن يأخذوا في إثبات الأهلة بالحساب وحده .
والشيخ مصطفى الزرقا الذي تبنى هذا الرأي في مجمع الفقه الإسلامي في مكة المكرمة، ولكن هذا الرأي لم يحصل على أكثرية الأصوات .
والدكتور يوسف القرضاوي حيث قال: إن الأخذ بالحساب القطعي اليوم وسيلة لإثبات الشهور يجب أن يقبل من باب قياس الأولى، بمعنى أن السنة التي شرعت لنا الأخذ بوسيلة أدنى لما يحيط بها من الشك والاحتمال - وهي الرؤية - لا ترفض وسيلة أعلى وأكمل وأوفى بتحقيق المقصود .




لمحة فلكية
يدور القمر حول الأرض في مدار إهليلجي، ولذلك فإنه يقترب أحيانا من الأرض فيكون في الحضيض، ويبتعد أحيانا أخرى فيكون في الأوج، وقد جعل الله سبحانه له قانونا، فكلما اقترب زادت سرعته لئلا ينجذب إلى الأرض ويصطدم بها، وكلما ابتعد قلت سرعته لكيلا ينفلت من الجاذبية ويخرج عن مساره، ويتم كل هذا بنظام دقيق وضعه الله ببالغ حكمته، ويعرف هذا القانون بقانون كبلر، وهو اسم العالم الذي اكتشفه.
والأرض تدور كذلك حول الشمس في مدار إهليلجي بحسب القانون نفسه، فتكون الأرض أبعد ما تكون عن الشمس وفي أقل سرعة لها في 21/6 وفي 21/12 من كل سنة وتكون أقرب ما تكون من الشمس وفي أقصى سرعة لها في 21/3 وفي 23/9.
فإذا أصبح مركز كل من الشمس والأرض والقمر على خط واحد سُمي ذلك: الاقتران المركزي، وفي هذه الحالة فإن الوجه المضيء من القمر الذي يواجه الشمس لا يواجه شيءٌ منه الأرضَ، فلا تمكن رؤية شيء منه، ويسمى هذا الوضع أيضا: المحاق، وذلك لانمحاق أي: انعدام رؤية أي شيء من القمر .
ويحدث الاقتران بمعدل كل: 29 يوما و12 ساعة و44 دقيقة وثانيتان و87% من الثانية ، وهذا هو متوسط الشهر القمري، أي إن متوسط الشهر القمري هو: 29.53 يوما .
ومن المستحيل أن تكون أكثر أشهر السنة 29 يوما، أو أن يكون رمضان أو أي شهر آخر في أغلب السنوات – لسنوات طويلة - تسعة وعشرين يوما، لأن متوسط الشهر القمري أكثر من تسعة وعشرين يوما ونصف اليوم، فاحتمال كون الشهر ثلاثين يوما هو 53% ، بينما احتمال كونه تسعة وعشرين يوما هو 47%، ولهذا السبب كان الأمر النبوي بإكمال الشهر إذا غم على الناس لأن غالب الأشهر ثلاثون يوما.
ولذلك فإن علماء الفلك يعلمون علم اليقين اليومَ والساعة والدقيقة بل والثانية التي يتم فيها الاقتران المركزي، وكل هذا معلوم لعشرات السنين القادمة، وهو معلن ومنشور، ويعرفه أهل الاختصاص والمهتمون بذلك .
وهذا الاقتران المركزي يتم في اللحظة ذاتها لكل الكرة الأرضية، أي لا يختلف باختلاف المطالع، وموعده - كما ذكرت سابقا - أمر قطعي لا يختلف فيه المتخصصون.
وإذا حدث الاقتران قبل منتصف الليل - بتوقيت جرنيتش - فيعد ذلك ولادة الهلال، وهو بداية الشهر فلكيا، ولكنه ليس بداية الشهر شرعيا، لأنه تستحيل رؤية الهلال في هذه الحالة، ولا بد لبداية الشهر شرعا من رؤية الهلال الجديد بعد غروب الشمس، أو إمكان رؤيته بحسب الحساب، وبين الولادة بالمعنى الفلكي للهلال والولادة بالمعنى الشرعي يوم كامل غالبا، ولذلك فمن الخطأ اعتماد الاقتران المركزي بداية للشهر شرعا.
وإذا حدث الاقتران المركزي وقت غروب الشمس فإن القمر في هذه الحالة يغيب مع غياب الشمس غالبا، وتستحيل رؤيته لأن الوجه المضيء للقمر بأكمله باتجاه الشمس، وليس مقابل الأرض إلا الوجه المظلم.
أما إذا حدث الاقتران المركزي قبل غياب الشمس بعدة ساعات فإن القمر يغيب بعد الشمس بوقت قصير لا يكفي لإمكانية رؤيته، فإن سرعة الشمس الظاهرية أكبر من سرعة القمر كما يراهما المراقب من فوق سطح الأرض، وفي حالات نادرة يغيب قبل الشمس كما حدث في هلالي شهري رمضان وشوال لعام 1427هـ.
ومتوسط الزمن الذي يتأخره القمر عن الشمس كما يراه الإنسان من الأرض حوالي 48 دقيقة في كل يوم، ومعنى هذا أن القمر يتأخر عن الشمس بمعدل دقيقتين في كل ساعة، فإذا تم الاقتران قبل غروب الشمس بخمس ساعات فإن القمر سيغيب بعد الشمس بعشر دقائق، وهذا بشكل متوسطي ، وفي هذه الحالة أيضا تستحيل رؤية الهلال الجديد لأمرين:
أولهما: أن الجزء المواجه للشمس والأرض معا، أي الجزء المضيء من القمر بالنسبة لمن هو على سطح الأرض صغير جدا جدا لا يساوي إلا حوالي جزءا من سبعين جزءا من القمر بدرا.
ثانيهما: أن الهلال الصغير هذا يكون قريبا جدا من الشمس، وهو في مجالها الضوئي القوي، بحيث تكون أشعتها في الأفق بعد الغروب بعدة دقائق أقوى من ضوء الهلال الوليد.
ولذلك فمن المستحيل أن يرى الهلال إلا إذا تأخر غيابه عن غياب الشمس بما لا يقل عن ( 29 ) دقيقة ، وهذا يعني أن يكون قد مضى على الاقتران حوالي ( 15) خمس عشرة ساعة على الأقل، وقد لا يُرى إلا بعد حوالي ثلاثين ساعة من الاقتران المركزي، وهذا يرجع إلى عدة متغيرات، منها موقع القمر من الأرض، وموقع الأرض من الشمس، لأن ذلك الموقع قربا أو بعدا يؤثر على سرعة كل منهما.
ومن الجدير بالذكر أن هذه المعلومات والأرقام قد وضعت بعد مراقبة مستمرة - لمئات السنين - من قبل كثير من المراصد، ومن قبل كثير من الهواة الذين يراقبون الهلال في مختلف أنحاء العالم وبخاصة - للأسف الشديد - العالم غير الإسلامي، وإن أقل زمن أمكنت رؤية الهلال فيه بعد الاقتران يعد من الأرقام القياسية التي تسجل، وإذا ثبت أن أحدا رأى الهلال بعد الاقتران بزمن أقل فإن هذا الرقم الجديد يسجل، ولكن الأمر بلغ من الدقة أن الرقم الجديد لا يختلف عن الرقم القديم إلا بالدقيقة أو أجزائها.
وتستحيل رؤية الهلال بعد الغروب - وهي الرؤية المعتبرة شرعا - إذا رئي صباحا قبل طلوع الشمس، لأن هذه الرؤية تعني أن الاقتران لم يحدث بعد، وأن القمر لازال - كما يُرى من فوق الأرض - أمام الشمس، وهذا يعني أنه لا بد من مرور 15 ساعة على الأقل حتى يحدث الاقتران، وإلى 15 ساعة أخرى بعد الاقتران لتمكن رؤيته، ويجب مرور هذا الوقت كله وهو ثلاثون ساعة على الأقل ما بين رؤيته قبيل طلوع الشمس وما بين بعيد غروب الشمس، وهذا مستحيل حتى في أطول نهار من أيام السنة.
كما أنه من المستحيل رؤية الهلال قبل حدوث الاقتران بساعات، لأنه في هذه الحالة سيغيب قبل الشمس، ومن المستحيل أن يُرى على صغره أثناء سطوع الشمس، وحتى لو رئي - فرضا - فلا يعتد بهذه الرؤية لأن هذا الهلال ليس هو هلال الشهر الجديد، وإنما هو بقية هلال الشهر السابق، ولذلك لا يعتد بهذه الرؤية لا شرعيا ولا فلكيا.
ومن المستحيل أن تتم رؤية الهلال أول ما يُرى في كل شهر أو في أغلب الشهور في منطقة بعينها، أو في دولة واحدة من بين دول العالم كلها، فليتنبه إلى ذلك .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

أهلة الشهور بين الرؤية والحساب Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهلة الشهور بين الرؤية والحساب   أهلة الشهور بين الرؤية والحساب I_icon_minitimeالأحد يونيو 22 2008, 20:59

مشكلات الشهادة والإكمال
الشهادة بالمستحيل
لازال بعض الناس يظن أن الرؤية يمكن أن تتعارض مع الحسابات الفلكية، وما سبب هذا الظن إلا بُعدهم عن هذا التخصص وما وصل إليه علم الفلك في هذا المجال، والصحيح الذي لا شك فيه عند كل من له إلمام علمي بهذا الموضوع أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن تتعارض الرؤية مع الحسابات الفلكية، وإنما الممكن والموجود كثيرا هو أن تتعارض الشهادة مع الحسابات، وفرق كبير بين الأمرين، ذلك أن شهادة واحد أو اثنين أو ثلاثة أو أي عدد من آحاد الناس شهادة ظنية، ولا تكون الشهادة قطعية إلا أن تكون متواترة، أي أن يشهد بالرؤية عدد يستحيل - عادة - وقوعهم في الكذب أو الخطأ، ولا يتحقق هذا إلا قليلا.
ومن المعلوم أن الشهادة بالمستحيل شهادة غير مقبولة، فمن شهد في عصرنا أنه رأى بعض الصحابة، أو حضر غزوة بدر حكمنا برد هذا الخبر أو هذه الشهادة.
وإذا ثبت أن الشمس قد غابت أمس في تمام الساعة الخامسة، ثم جاء من يخبر أنها غابت اليوم في الرابعة حكمنا برد كلامه، لأنه معلوم عادة أنه لا يمكن أن يكون الفرق في غروب الشمس بين يومين متتاليين أكثر من دقيقة أو دقيقتين، فكيف يمكن أن يكون هذا الفرق ساعة؟ وكيف يمكن أن نقبل شهادة من شهد برؤية الهلال قبل ولادته بساعات؟.
مشكلات إثبات الشهر بالشهادة
إن للشهادة بالرؤية مشكلات متعددة يعاني منها المسلمون في العالم مع بداية كل شهر، وبخاصة رمضان و شوال وذا الحجة، وتتركز هذه المشكلات في أن الشهادة بالرؤية إنما تكون عادة من واحد أو اثنين أو عدد قليل من الشهود، وتعد هذه الشهادة شهادة ظنية تحتمل الخطأ، وتحتمل الكذب، ولذلك لم يقبل الحنفية الشهادة في حال الصحو إلا من جمع كثير يقع العلم بخبرهم .

ومن أسباب الخطأ ما يلي:
1. عدم صفاء الجو، فمن المعلوم أن جو الأرض في القرنين الأخيرين قد تكدر وتعكر كثيرا، وذلك نتيجة لما أطلقته المصانع والآلات ووسائل المواصلات الحديثة في جو الأرض، مما جعل التلوث في الجو يصل إلى مستويات لم تعرفها البشرية من قبل، ولذلك فقد يكون الهلال موجودا ولا يُرى، وهذه مشكلة حديثة نسبيا.
2. كثرة الطائرات في الجو مما يجعل أشعة الشمس بعد غروبها عن الشخص الـذي يراقب عن سطح الأرض تبقى فترة من الزمن في مقابلة هذه الطائرات، ويُحدث ذلك لمعانا يراه الذي يقف على الأرض، ويظنه بعض الناس الهلال الجديد.
وقد حدث هذا من بعض الطلبة المسلمين الذين يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1993 حيث قرروا - وكانوا أربعة - مراقبة الهلال بأنفسهم، فاستأجروا طائرة صغيرة وارتفعوا بها فوق السحاب وبعد قليل رأوا شيئا ظنوه الهلال، ونزلوا واتصلوا باللجنة يشهدون أنهم رأوا الهلال، وبعد سؤالهم واحدا بعد الآخر عن بعض التفصيلات قال ثلاثة منهم إنهم غير متأكدين من ذلك، وإن الرابع هو الذي رآه جيدا، وعند سؤاله عن شكل الهلال الذي رآه وعن اتجاهه وعن موقعه من الشمس قال: إن شكل الهلال الذي رآه خط مستقيم !!!.
3. استعمال المقراب ( التلسكوب ) الذي يقرب الأجرام الموجودة في السماء فتبدو أكبر، وربما رأى بعضهم هلال بعض الكواكب فيظنه هلال القمر، كما حدث ذلك مع تسعة من الطلبة المسلمين في أمريكا أيضا - كما حدثني أحدهم - حيث رأوا هلالا، ولما شهدوا بذلك أمام اللجنة التي كانت تضم بعض الفلكيين وسئلوا عن موقع الهلال الذي شاهدوه، وعن شكله واتجاهه ومكانه تبين أن الذي شاهدوه هو هلال الزهرة، وكذلك ما حدث في آخر يوم من شعبان سنة 1427هـ حيث شاهد بعضهم هلال عطارد، ولذلك يفضل أن لا تزيد قوة تكبير المقراب عن عشرة أو خمس عشرة مرة .
4. عدم الخبرة في مراقبة الهلال عند الناس إلا ما ندر، وإن كان بعض الناس يظن أن الأمر سهل ولا يحتاج إلى خبرة، وتنتشر بين هؤلاء الناس كثير من الأخطاء الشائعة التي يظنون أنها لا يرقى إليها شك، فلقد وصل الأمر ببعض من شهد برؤية الهلال أن يقول عندما سئل عن الموعد الذي رأى فيه الهلال إنه رآه بعد الفجر، وأجاب آخر بأنه رآه قبل غروب الشمس، ورأيت من يراقب الهلال يوما وهو يعتقد أن الهلال يكون غائبا في الأفق ثم يرتفع بعد غروب الشمس ثم يغيب ثانية، ولما حاولت إفهامه خطأه أصر وقال إنه متأكد من ذلك !!!.
ويظن البعض أنه يعرف عمر الهلال بدقة بمجرد النظر إليه في أي يوم من أيام الشهر، دون معرفة موعد ولادته، وهذا لا يمكن لاحتمال وقوع الهلال في أعلى المنزلة أو أدناها، أو ما بين ذلك، وإنما يعرف من موعد الاقتران، وهذا كمن يحاول معرفة عمر الطفل الصغير الذي عمره أيام من النظر إليه، دون النظر إلى تاريخ ولادته.
ولقد ثبت أن الخطأ في هذه الشهادات غير قليل، وقد بينت دراسة مقدمة إلى مؤتمر الفلك الإسلامي الثاني في الأردن عام 2001م من الفريق الأردني وكذلك السوري لهلالي رمضان وشوال خلال خمسين سنة، أن الخطأ كان أكثر من 90 %، نعم أكثر من تسعين بالمائة.
ومما يدل على الخطأ أو الكذب في الشهادة ما يلي:
1. حدوث الكسوف في اليوم الأول من الشهر حسب الشهادة، فهذا يعد دليلا قاطعا على أن الشهادة غير صحيحة، كما حدث ذلك في السعودية سنة 1403هـ، وتبعتها في ذلك أكثر الدول الإسلامية، فقد شهد بعضهم برؤية الهلال مساء الجمعة أي ليلة السبت، وحدث كسوف للشمس يوم السبت - كما كان ذلك متوقعا سلفا من الفلكيين - ورئي هذا الكسوف في عدة دول، فدل هذا بلا أدنى شك على أن السبت ليس بداية رمضان، وأن الشهادة لم تكن صحيحة.
والأعجب من ذلك أن هناك - في السنة نفسها - من شهد بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من رمضان ابتداء من السبت الذي زعم البعض أنه رأى هلال رمضان ليلته، أي يوم الثامن والعشرين من رمضان في الحقيقة، هناك من شهد أنه رأى هلال شوال وقبلت شهادته، وتم إعلان عيد الفطر، ثم صدرت الفتوى - بعد ذلك - بقضاء يوم، لأن رمضان لا يمكن أن يكون ثمانية وعشرين يوما .
2. أن لا يرى في اليوم الثاني من الشهادة رغم عدم وجود غيوم تمنع رؤيته، فإن رؤية الهلال بعد غروب شمس اليوم الأول، أي في ليلته الثانية تكون في غاية السهولة، ولا تحتاج رؤيته إلى بحث في الأفق أو تركيز نظر، ولذلك يتأخر الإعلان عن ثبوت هلال شهر ذي الحجة يوما كاملا على الأقل للتأكد من رؤيته بعد غروب اليوم الأول منه، وهذا أمر جيد، وإنما تم اللجوء إليه لحدوث بعض الأخطاء في الشهادة برؤية هلال ذي الحجة في بعض السنوات، ولأن في الأمر متسعا من الوقت، بخلاف شهري رمضان وشوال حيث لا مجال لتأخير الإعلان عن بداية الشهر إلى اليوم التالي.
ومن العجيب أن ينكر مجمع الفقه الإسلامي في مكة على رئيس المحاكم الشرعية في قطر قوله: إنكم قبلتم شهادة من رأى الهلال يوم الاثنين، ونحن لم نره في قطر لا يوم الاثنين ولا يوم الثلاثاء، علما أن الجو كان صافيا، وقد جاء في الرد أنه لا تشترط رؤيتكم للهلال لا في اليوم نفسه ولا في اليوم الذي يليه، ولو كان ذلك دليلا على عدم صحة الرؤية لأخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3. أن يكون الفرق في إثبات الشهر بين منطقتين في العالم أكثر من يوم، وقد حدث هذا في بعض السنوات كسنة 1409هـ حيث صامت السعودية والكويت وقطر والبحرين وتونس وغيرها الخميس كلها برؤية السعودية، وصامت الأردن ومصر والعراق والجزائر والمغرب وغيرها الجمعة، وصامت باكستان والهند وإيران وعُمان السبت .
4. أن يشهد الشاهد بشيء مستحيل، كالحالات التي سبق ذكرها.

شروط الشاهد
لمعالجة احتمال الخطأ أو الكذب في الشهادة لا بد من اشتراط بعض الشروط:
1. أن يكون الشاهد عدلا أي مسلما بالغا عاقلا تقيا ذا مروءة وذلك لضمان عدم كذبه.
2. أن يتم التأكد من ضبطه من خلال مناقشته في شهادته، وسؤاله عن المكان والزمان الذي رأى فيه الهلال، وعن شكل الهلال، وعن موقعه من الشمس، وذلك لضمان عدم وقوعه في الخطأ.
وأما حديث الأعرابي الذي يستدل به البعض على قبول شهادة الشاهد بمجرد كونه مسلما ودون أن يكون عدلا ضابطا فهذا نصه: عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي رَأَيْتُ الْهِلَالَ قَالَ أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ يَا بِلَالُ أَذِّنْ فِي النَّاسِ أَنْ يَصُومُوا غَدًا.
قَالَ أَبو عِيسَى ( الترمذي ) حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيهِ اخْتِلَافٌ وَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا وَأَكْثَرُ أَصْحَابِ سِمَاكٍ رَوَوْا عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا .

ولذلك فهو حديث ضعيف لأمور:
أولها: أن الراجح فيه أنه حديث مرسل، فهو مردود عند كثير من العلماء، ولم تتوفر فيه شروط القبول عند من يقبل المرسل بشروط.
ثانيها: أنه يتعارض مع النصوص الأخرى التي تشترط في الشاهد في كل مجالات الشهادة دون استثناء العدالة والضبط.
ثالثها: أن رواية سماك عن عكرمة مضطربة.

مشكلات الإتمام:
يكون الإتمام عند عدم التمكن من رؤية الهلال مساء اليوم التاسع والعشرين، وفي القديم كانت هذه هي أفضل وسيلة - بعد الرؤية - لإثبات الشهر، بل هي الوسيلة الوحيدة عند المسلمين الأوائل الذين لم تكن لهم معرفة بالحساب والتقدير.
وقد كان الإتمام في العصور الإسلامية الأولى وبخاصة في غير فصل الشتاء قليلا نسبيا، لصفاء الجو، وخبرة الناس، واهتمامهم في مراقبة الهلال.
ولكن الإتمام في الدول الكثيرة الغيوم مشكلة كبيرة، فكثير من دول العالم يكون الجو غائما حتى في الصيف، وأما في الشتاء فلا تكاد الشمس تُرى، فكيف تمكن رؤية الهلال الصغير في الأفق؟ وهم في هذه الحالة بين أمور ثلاثة هي:
1. إكمال الشهر لعدم الرؤية، والمشكلة هنا أن هذا يتكرر، وسيضطرون لإتمام عدة شهور متوالية أحيانا، وهذا سيجعل الخطأ يتراكم شهرا بعد شهر حتى يصل في بعض الحالات إلى عدة أيام.
2. أن يأخذوا برؤية غيرهم ولا يعتدون باختلاف المطالع، وهذا أمر مختلف فيه، ولا توافق عليه بعض المذاهب، ولم يرد في هذا الموضوع إلا حديث واحد هو حديث كريب الذي يدل على وجوب أن يصوم كل بلد حسب المطلع الخاص به.
3. أن يأخذوا بالتقدير والحساب أخذا بالحديث الصحيح (إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ ).


فوائد التقدير
إذا أنعمنا النظر في التقدير والحساب وجدناه خاليا من المشكلات التي نجدها في غيره، بل إننا نجد فيه فوائد متعددة تدل على أهميته، ومن أهمها:
1. أنه ينهي الخلاف المستمر المتكرر بين المسلمين في بداية الأشهر القمرية وبخاصة لشهري رمضان وشوال.
2. يُمَكِّننا من عمل تقويم هجري دقيق للمستقبل، ولا يمكن للعالم اليوم أن يعيش وينظم أمور حياته من غير تقويم دقيق للمستقبل يحدد بداية كل شهر وكل سنة ونهايتهما، وذلك لتنتظم مواعيد الناس في كل شؤونهم، كالتقاويم اللازمة للحكومات والمؤسسات، وتنتظم مواعيد الطائرات والقطارات وغير ذلك.
إن من أسباب انتشار التقويم الميلادي في العالم الإسلامي على حساب التقويم الهجري أن التقويم الميلادي منضبط، بينما لا يمكن عمل تقويم هجري للمستقبل ونحن ننتظر بداية كل شهر لنحاول رؤية الهلال.
3. الحساب هو الذي يُمَكِّن القاضي من مناقشة الشهود الذين يشهدون برؤية الهلال، ويستطيع الحكم على الشهادة، فإن كانت ممكنة قبلها، وإن كانت مستحيلة ردها.
4. ينهي الأخطاء، ويقطع الطريق على الكاذبين مهما كانت دوافعهم.
5. يحل مشكلة اختلاف المطالع، فإن هذه المشكلة لم تحل قديما.
6. يساهم في إزالة الفجوة المصطنعة بين الإسلام والعلوم الطبيعية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

أهلة الشهور بين الرؤية والحساب Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهلة الشهور بين الرؤية والحساب   أهلة الشهور بين الرؤية والحساب I_icon_minitimeالأحد يونيو 22 2008, 21:00

اختلاف المطالع
لا شك أن مطالع القمر تختلف من منطقة إلى أخرى كما تختلف مطالع الشمس، وذلك نظرا لكروية الأرض، فقد يُرى الهلال في مكان ولا يرى في آخر، وهذه حقيقة علمية لا تقبل المناقشة.
ولكن هل لهذا الاختلاف أثر في الحكم الشرعي؟ أي هل المطلوب شرعا أن يصوم أهل كل منطقة بحسب منطقتهم، أم يصوم الناس في كل العالم في يوم واحد؟.
في هذا الموضوع رأيان مشهوران ولن أناقشهما من الزاوية الفقهية، بل سأعرض لهما من الزاويتين الحديثية والفلكية.
فمن الناحية الحديثية لم يرد في هذا الموضوع إلا حديث واحد هو حديث كُرَيْبٍ ( أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ بَعَثَتْهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ قَالَ فَقَدِمْتُ الشَّامَ، وَاسْتُهِلَّ عَلَيَّ رَمَضَانُ وَأَنَا بِالشَّامِ فَرَأَيْتُ الْهِلَالَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ فَسَأَلَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا ثُمَّ ذَكَرَ الْهِلَالَ فَقَالَ: مَتَى رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ؟ فَقُلْتُ: رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ: فَقَالَ: أَنْتَ رَأَيْتَهُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ وَرَآهُ النَّاسُ وَصَامُوا وَصَامَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: لَكِنَّا رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ السَّبْتِ فَلَا نَزَالُ نَصُومُ حَتَّى نُكْمِلَ ثَلَاثِينَ أَوْ نَرَاهُ فَقُلْتُ: أَوَلا تَكْتَفِي بِرُؤْيَةِ مُعَاوِيَةَ وَصِيَامِهِ؟ فَقَالَ: لَا هَكَذَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) .
فقول ابن عباس: هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على أن هذا الحديث له حكم المرفوع، كما هو مقرر عند العلماء، ومع أن الموضوع ليس فيه إلا حديث واحد فقد انقسم العلماء إلى رأيين:
الرأي الأول: أن يصوم كل أهل منطقة برؤيتهم، أخذا بحديث كريب السابق، وهو يشبه ما يطبق في الصلاة، حيث يصلي أهل كل منطقة حسب توقيتهم الخاص.
ولكن أصحاب هذا الرأي لم يتفقوا على حدود المنطقة التي يلزم الناس فيها الأخذ بالرؤية، وذلك لعدم ورود نص شرعي صحيح صريح في المسألة، ولأن المعلومات الفلكية والجغرافية لم تكن متقدمة في القرون الهجرية الأولى.
فقال بعضهم: هي مسافة القصر من كل الجهات، وهم مختلفون في تحديد مسافة القصر.
وقال آخرون: هي البلاد الواقعة على سمتها أي موازاتها، وهو كلام يحتمل موازاتها في خطوط الطول، أو موازاتها في خطوط العرض.
وفي ضوء عدم وجود نص شرعي فلا بد من الرجوع إلى المعلومات الفلكية التي تؤكد بلا أدنى شك أن تحديد ذلك بمسافة القصر لا أساس له من الصحة علميا، كما تؤكد أن لا علاقة بين اختلاف المطالع واختلاف دوائر العرض.
والصحيح علميا أن رؤية الهلال في منطقة تعد رؤية للبلاد الواقعة على خط الطول نفسه، وللبلاد التي تقع غرب ذلك الخط من باب أولى، عدا مناطق القطبين.
وهذا على عكس الحال بالنسبة للصلاة، حيث إن غروب الشمس في بلد يدل على غروبها في البلدان الواقعة على خط الطول نفسه، والبلدان الواقعة شرق ذلك الخط، وأما البلدان الواقعة غرب ذلك المكان فإن الشمس فيها لم تغب بعد.
الرأي الثاني: أن الشهر إذا ثبت في مكان ثبت في الأرض كلها، ولا عبرة باختلاف المطالع .
وهذا الرأي ليس له دليل شرعي خاص يدل عليه، واستدلوا بأدلة عامة لا تقف في وجه الدليل الخاص.
ويظن كثير من الناس أنه أسهل في التطبيق، حيث يصوم المسلمون جميعا في يوم واحد، فإن رئي الهلال في مكان ليلة الجمعة فإن يوم الجمعة هو بداية الشهر في العالم كله.
ولكننا لو أنعمنا النظر في هذا الرأي لوجدنا ما يلي:
1. أن هذا الرأي يتعارض مع حديث كريب، ولا يستند إلى أي نص شرعي.
2. أن المكان الذي يبدأ فيه اليوم أمر اعتباري، وليس أمرا شرعيا، ولا كونيا.
وبيان ذلك أن الأرض شبه كروية، وفي كل لحظة تطلع الشمس على جزء من الأرض وتغيب عن جزء آخر، وهي في كل لحظة قسمان نصفها ليل ونصفها الآخر نهار، أي إن الأرض ليس لها بداية ولا نهاية، فأين يبدأ اليوم؟ هل يبدأ في مكة المكرمة؟ أم يبدأ في غرينتش أي فيما اعتبروه خط الطول صفر؟ أم يبدأ من خط التوقيت الدولي؟ أم أين؟.
إن الجغرافيين قد رأوا أن يكون ما اصطلح على تسميته بخط التوقيت الدولي هو المكان الذي يبدأ فيه اليوم، وهو خط وهمي متعرج غير مستقيم، وهو الذي اعتبروه خط الطول 180، وفي اللحظة التي تطلع فيها الشمس على هذا الخط الوهمي يكون هذا الشروق شروق شمس الجمعة مثلا على الجانب الغربي لهذا الخط، بينما هو شروق شمس السبت على الجانب الآخر من هذا الخط الوهمي، فهذا اصطلاح متأخر منهم لا يغير الحكم الشرعي السابق، فما هي قيمة خط 180 شرعا؟ إننا لو جعلنا خط غرينيتش هو خط التوقيت لتغير اسم اليوم في نصف الكرة الأرضية من الجمعة إلى السبت أو العكس.
3. أن الوقت الذي يبدأ فيه اليوم عند الجغرافيين هو الساعة الثانية عشرة ليلا، وهذا أيضا أمر اصطلاحي، وهو مخالف لبداية اليوم شرعا، فبداية اليوم شرعا هو لحظة غروب الشمس وليس منتصف الليل.
ولكل ذلك فإنه لا مناص من الأخذ بحديث كريب، وأن الشهر إذا ثبت في مكان فقد دخل الشهر في كل مكان يقع على خط الطول نفسه، وفي الأماكن الواقعة غرب تلك المنطقة، بينما لا يدخل الشهر في المناطق الواقعة شرقا إلا في اليوم الذي يليه.
وبما أن اليوم والشهر والسنة تدخل كلها شرعا في لحظة غروب الشمس، وليس في الساعة الثانية عشرة ليلا، وغروب يوم معين لا يحدث في الكرة الأرضية في وقت واحد بل يحتاج إلى أربع وعشرين ساعة، فإن الشهر يدخل في كل الكرة الأرضية خلال أربع وعشرين ساعة ، وبذلك يكون المسلمون جميعا في كل مكان قد صاموا وأفطروا في اليوم نفسه بالمعنى الشرعي، وليس بالمعنى الجغرافي.


نتائج البحث
1. لم ينه الحديث النبوي عن اعتماد التقدير والحساب في إثبات الشهر، بل جعل ذلك هو الأصل إن كان في الأمة علماء في الفلك.
2. رؤية الهلال وسيلة من الوسائل لإثبات الشهر وليست هدفا وغاية.
3. الحساب ليس من علم التنجيم الذي نهى عنه الإسلام.
4. كان الحساب ظنيا، ولكنه أصبح منذ زمن طويل قطعيا.
5. لا دليل يدل على اعتماد الحساب في النفي فقط دون الإثبات لا شرعيا ولا علميا، ولذلك فالراجح هو اعتماد التقدير القطعي في الإثبات وفي النفي.
6. لا تتعارض الرؤية مع الحساب، وربما تعارضت بعض الشهادات مع الحساب القطعي.
7. لا تقبل الشهادة بالمستحيل، ولا بد أن يكون الشاهد عدلا ضابطا.
8. للشهادة بالرؤية وللإتمام مجموعة من المشكلات في التطبيق، بينما نجد للتقدير عددا من الفوائد.
9. الراجح شرعا اعتبار اختلاف المطالع.
10. تختلف بداية اليوم والشهر شرعيا عن بدايته جغرافيا من حيث الزمان والمكان.
11. تعد الرؤية في مكان رؤية لما يقع على خط الطول نفسه، أو غربه، وبهذا يبدأ المسلون الشهر في كل الكرة الأرضية في يوم واحد بالمعنى الشرعي.
والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

أهلة الشهور بين الرؤية والحساب Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهلة الشهور بين الرؤية والحساب   أهلة الشهور بين الرؤية والحساب I_icon_minitimeالأحد يونيو 22 2008, 21:02

هلال العيد حائر بين أدلة الفقهاء وحسابات الفلكيين.. والجدل يعود مجدداً
ابن منيع يقدم الرؤية.. والسدلان يرفض الحساب.. واللحيدان يجيز الاستعانة بالمراصد






كل عام، يتجدد الحديث عن اثبات دخول شهر رمضان وخروجه. فمن فريق يدعو الى اعتبار الحساب الفلكي على اعتبار التقدم العلمي الهائل الذي وصل اليه هذا العلم ما يجعل نسبة الخطأ تراوح الصفر مئوية، الى فريق يتمسك بالنصوص التي دلت وأكدت على اعتبار الصيام والفطر بمجرد الرؤية، معتمدين على ان الامة المحمدية امة امية لا تقرأ ولا تكتب.. فهل يمكن التوفيق بين الرأيين؟ والى متى يستمر مسلسل الاختلاف السنوي بين الامة الاسلامية التي ابت الاتفاق حتى في مشعري الصيام والفطر العظيمين؟

عضو بالاتحاد العربي لعلوم الفلك : حساباتنا لموقع القمر ووجوده لا يساورها شكك


يقول هاني محمد الضليع الراصد الفلكي وعضو لجنة الأهلة والمواقيت بالاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك وعضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بأبها: لا شك بان قضية الهلال وبدايات الأشهر القمرية خصوصاً رمضان وشوال وذي الحجة هي قضية لم تحسم منذ فجر التاريخ الإسلامي وذلك للدلائل التاريخية والنصوص الشرعية التي جاءت بهذا الصدد وللفهم الخاص بالفقهاء في العصور المختلفة لأمة الإسلام على مر التاريخ. ولا تزال الدول الإسلامية رغم التقدم العلمي الهائل والدقة الفائقة في الحسابات الفلكية التي تستطيع أن ترسل مسباراً فضائياً إلى الفضاء أشهراً أو سنوات ويصل في اليوم والساعة المحددين، أو حساب حركة أي جرم سماوي لجزء من الثانية، لا تزال على خلاف مرده الفهم الفقهي المختلف لكل بلد أو مجموعة بلدان، وعدم الثقة بالحسابات الفلكية التي لا يزال البعض يعتبرها ضرباً من التنجيم وأنها ظنية لا ترقى إلى مرتبة اليقين. وهناك مجموعة قضايا أجد أنه من الواجب فهمها وإيجاد حلول لمشاكلها :
الأولى : وجود القمر فوق الأفق وإمكانية رؤية الهلال ويضيف: هناك فرق بين الحساب الفلكي لحركة القمر وموقعه في السماء بالنسبة للأفق أو الشمس في اليوم الذي تتم فيه محاولة رصد الهلال، وبين كون القمر يمكن أن يكون مرئياً أو لا. فالأمر الذي نرجو من كل علمائنا ومشايخنا وفقهائنا أن يوقنوا به هو أن الفلكيين عندما يحسبون إنما يحسبون موقع القمر ووجوده بالنسبة للأفق وهذه الحسابات لا يمكن أن يساورها الشك أو الريبة إن اتفقنا بأننا نتحدث عن علم عملاق وتقنيات متقدمة وحسابات فلكية غاية في الدقة، فإن قال الفلكيون ان القمر غير موجود فوق الأفق فهو كذلك حقاً. ولكن الذي لا يمكن لأي فلكي أن يحسمه هو إمكانية رؤية الهلال إن كان القمر موجوداً فوق الأفق بتصريح الفلكيين، إذ إن كل المعايير الفلكية الموجودة منذ القدم وحتى يومنا هذا (وهي كثيرة جداً) إنما وضعت كعمل إحصائي لعدد كبير من المشاهدات والأرصاد التي قام بها الناس للأهلة في بدايات الشهور القمرية، فإنه مثلاً لم يتقدم أي إنسان بشهادة تدلي بأنه شاهد الهلال الجديد عند ارتفاع أقل من 7.6 درجة عن الشمس، بشرط أن يكون القمر موجوداً فوق الأفق بحسب الحسابات الفلكية. أما من يأتي ليدلي بشهادة رؤية الهلال في الوقت الذي لا يقره الفلكيون فهنا تكون الرؤية هي الظنية.


السدلان يرفض الحساب


غير ان الشيخ صالح السدلان عضو هيئة كبار العلماء يرى انه: «لا يجوز صيام شهر رمضان ولا الفطر الا اذا توفر عدد من الشروط منها رؤية الهلال لقوله صلى الله عليه وسلم« صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته او اكمال عدة شعبان ثلاثين يوما». واضاف السدلان: «على هذا الأساس فلا يجوز صيام يوم الشك لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم «من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى ابا القاسم». وأكد ان الحساب والبناء على رؤية الفلكيين: «لا يجوز الا اذا اتم شهر رمضان 30 يوما».


ابن منيع يقدم الرؤية


اما فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع عضو هيئة كبار العلماء فخالف السدلان في نفيه الأخذ بالحساب على الاطلاق.
ويرى ابن منيع أننا: «نستطيع ان نأخذ بحسابات الفلكيين في النفي دون الاثبات». ويؤكد ابن منيع ان الرؤية مقدمة على الحساب: «فاذا رؤي الهلال أخذ بالرؤية مهما كان الحساب مكذبا لها، اذ الرؤية تكذب الحساب ولا يكذب الحساب الرؤية».
ولم ير عضوا هيئة كبار العلماء مانعا من استخدام المراصد الفلكية لرؤية هلال شهر رمضان والاستعانة بها، ويقول السدلان: «الرؤية يجب ان تكون بالعين المجردة لمن حباهم الله النظر الحاد ولا مانع من الاستعانة بالمراصد لانها تعتبر أداة مساعدة في رؤية الهلال كمن يستعين بالنظارة للقراءة» مشددا على تعميم فكرة المراصد والاستفادة منها:
«ليس فقط لرؤية شهر شوال او رمضان بل سائر الأهلة طوال العام».
فيما لم ير الشيخ ابن منيع مانعا بدوره من الاستعانة بالمراصد او ما يسمى بـ (الدربيل) لتحري الهلال. فيما يرى المستشار القضائي بوزارة العدل الشيخ صالح بن سعد اللحيدان ان الحسابات الفلكية وتأكيدات الفلكيين ليست معتبرة في اثبات دخول شهر رمضان المبارك بل لا يمكن اعتبار الرؤية ورصد الهلال الا عن طريق الرؤية المجردة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم(صوموا لرؤيته.. الحديث).
وهو ما يوافقه عليه قاضي التمييز المتقاعد الشيخ احمد بشير معافا لكن ماذا لو لم ير الهلال لأي سبب؟يجيب اللحيدان: اذا حالت دون رؤيته الغيوم والسحب او لم يثبت بالشهادة من قبل العدول تكمل عدة الشهر ثلاثين يوما وفقا للحديث.ولم ير اللحيدان عائقا من الاستعانة بالمراصد الفلكية لتحديد موقع الهلال غير انه أكد على ضرورة ان يرى الهلال(شخصان بالغان عدلان مميزان). واضاف: المراصد آلة حديثة صادقة في رؤية الهلال. ويبين اللحيدان ان انتباه الذهن واحدة من الوسائل التي يمكن بها رؤية الهلال: «حيث يرى في الصدور ويحس بذلك الشخص وهي موهبة ربانية ثم ينظر بعد ان يرى الحدث في القلب والشعور ويشاهد بعد ذلك الهلال فعلا».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

أهلة الشهور بين الرؤية والحساب Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهلة الشهور بين الرؤية والحساب   أهلة الشهور بين الرؤية والحساب I_icon_minitimeالأحد يونيو 22 2008, 21:07

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله، وآله وصحبه ، وبعد:
فبناء على خطاب معالي رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء رقم (4680) وتاريخ 23/2/1394هـ المتضمن: أمر جلالة الملك بإحالة خطاب أمين عام هيئة الدعوة والإرشاد في
( سورابايا) بشأن توحيد مواقيت الصلاة والصوم والحج إلى هيئة كبار العلماء، وإشارة لخطاب سعادة وكيل وزارة الخارجية رقم (300/5/6/855/3) في 15/1/1394هـ ومشفوعاته: ما تبلغته سفارة جلالة الملك في الجزائر من وزارة التعليم الأصلي والشئون الدينية من وثائق حول الاعتماد على الحساب الفلكي لتحديد مواقيت العبادات.
وبناء على المحضر رقم (7) من محاضر الدورة الخامسة لمجلس هيئة كبار العلماء المشتمل على إعداد قرار مدعم بالأدلة يعرض على الهيئة في دورتها السادسة لإقراره.
وبعد دراسة المجلس للقرارات والتوصيات والفتاوى والآراء المتعلقة بهذا الموضوع وإعادة النظر في البحث الذي سبق أن أعدته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في موضوع توحيد أوائل الشهور القمرية، والاطلاع على القرار الصادر من الهيئة في دورتها الثانية برقم (2) وتاريخ 13/2/1393هـ ومداولة الرأي في ذلك كله – قرر ما يلي:
أولاً: أن المراد بالحساب والتنجيم هنا معرفة البروج والمنازل، وتقدير سيركل من الشمس والقمر وتحديد الأوقات بذلك؛ كوقت طلوع الشمس ودلوكها وغروبها، واجتماع الشمس والقمر وافتراقهما، وكسوف كل منهما، وهذا هو ما يعرف ب( حساب التسيير ، وليس المراد بالتنجيم هنا الاستدلال بالأحوال الفلكية على وقوع الحوادث الأرضية، من ولادة عظيم أو موته، ومن شدة وبلاء، أو سعادة ورخاء، وأمثال ذلك مما فيه ربط الأحداث بأحوال الأفلاك علماً بميقاتها، أو تأثيراً في وقوعها من الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله، وبهذا يتحرر موضوع البحث.
ثانياً: أنه لا عبرة شرعاً بمجرد ولادة القمر في إثبات الشهر القمري بدءاً وانتهاءً بإجماع مالم تثبت رؤيته شرعاً، وهذا بالنسبة لتوقيت العبادات ومن خالف في ذلك من المعاصرين فمسبوق بإجماع من قبله.
ثالثاً: أن رؤية الهلال هي المعتبرة وحدها في حالة الصحو ليلة الثلاثين في إثبات بدء الشهور القمرية وانتهائها بالنسبة للعبادات، فإن لم يُر أكملت العدة ثلاثين بإجماع.
أما إذا كان بالسماء غيم ليلة الثلاثين: فجمهور الفقهاء يرون إكمال العدة ثلاثين؛ عملاً بحديث:" فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين" ، وبهذا تفسر الرواية الأخرى الواردة بلفظ: " فاقدروا له ".
وذهب الإمام أحمد في رواية أخرى عنه، وبعض أهل العلم إلى اعتبار شعبان في حالة الغيم تسعة وعشرين يوماً احتياطاً لرمضان، وفسروا رواية: " فاقدروا له": بضيقوا، أخذاً من قوله تعالى: " ومن قدر عليه رزقه فلينفق مماءاتاه الله"
(1)، أي: ضيق عليه رزقه.
وهذا التفسير مردود بما صرحت به رواية الحديث الأخرى الواردة بلفظ: " فاقدروا له ثلاثين "، وفي رواية أخرى : " فأكملوا عدة شعبان ثلاثين".
وحكى النووي في شرحه على صحيح مسلم لحديث: " فإن غم عليكم فاقدروا له" عن ابن سريج وجماعة، منهم مطرف بن عبد الله – أي: ابن الشخير- وابن قتيبة وآخرون – اعتبار قول علماء النجوم في إثبات الشهر القمري ابتداءً وانتهاءً، أي: إذا كان في السماء غيم.
وقال ابن عبد البر: روي عن مطرف بن الشخير، وليس الصحيح عنه، ولو صح ما وجب اتباعه؛ لشذوذه فيه ، ولمخالفة الحجة له ثم حكى عن ابن قتيبة مثله، وقال: ليس هذا من شأن ابن قتيبة، ولا هو ممن يعرج عليه في مثل هذا الباب. ثم حكى عن ابن خويز منداد أنه حكاه عن الشافعي، ثم قال ابن عبد البر: والصحيح عنه في كتبه وعند أصحابه وجمهور العلماء خلافه، انتهى.
وبهذا يتضح: أن محل الخلاف بين الفقهاء إنما هو في حال الغيم وما في معناه. وهذا كله بالنسبة للعبادات، أما بالنسبة للمعاملات فللناس أن يصطلحوا على ماشاءوا من التوقيت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

أهلة الشهور بين الرؤية والحساب Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهلة الشهور بين الرؤية والحساب   أهلة الشهور بين الرؤية والحساب I_icon_minitimeالأحد يونيو 22 2008, 21:08

رابعاً: أن المعتبر شرعاً في إثبات الشهر القمري هو رؤية الهلال فقط دون حساب سير الشمس والقمر لما يأتي:
أ- أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصوم لرؤية الهلال والإفطار لها في قوله:
" صوموا لرؤيته، وأفطروا لرويته"، وحصر ذلك فيها بقوله" " لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه "، وأمر المسلمين إذا كان غيم ليلة الثلاثين أن يكملوا العدة، ولم يأمر بالرجوع إلى علماء النجوم، ولو كان قولهم أصلاً وحده أو أصلاً آخر في إثبات الشهر- لأمر بالرجوع إليهم، فدل ذلك على أنه لا اعتبار شرعاً لما سوى الرؤية، أو إكمال العدة ثلاثين في إثبات الشهر، وأن هذا شرع مستمر إلى يوم القيامة، وما كان ربك نسياً.
ودعوى أن الرؤية في الحديث يراد بها العلم أو غلبة الظن بوجود الهلال أو إمكان رؤيته لا التعبد بنفس الرؤية- مردودة؛ لأن الرؤية في الحديث متعدية إلى مفعول واحد، فكانت بصرية لا علمية، ولأن الصحابة فهموا أنها رؤية بالعين، وهم أعلم باللغة ومقاصد الشريعة، وجرى العمل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهدهم على ذلك، ولم يرجعوا إلى علماء النجوم في التوقيت، ولا يصح أيضاً أن يقال: أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: " فإن غم عليكم فاقدروا له" أراد أمرنا بتقدير منازل القمر لنعلم بالحساب بدء الشهر ونهايته؛ لأن هذه الرواية فسرتها رواية: " فاقدروا له ثلاثين" وما في معناه، ومع ذلك فالذين يدعون إلى توحيد أوائل الشهور يقولون بالاعتماد على حساب المنازل في الصحو والغيم، والحديث قيد القدر له بحالة الغيم.
ب- أن تعليق إثبات الشهر القمري بالرؤية يتفق مع مقاصد الشريعة السمحة؛ لأن رؤية الهلال أمرها عام يتيسر لأكثر الناس، بخلاف ما لو علق الحكم بالحساب فإنه يحصل به الحرج ويتنافى مع مقاصد الشريعة ، ودعوى زوال وصف الأمية في علم النجوم عن الأمة لو سلمت لا يغير حكم الشرع في ذلك.
ج- أن علماء الأمة في صدر الإسلام قد أجمعوا على اعتبار الرؤية في إثبات الشهور القمرية دون الحساب، فلم يعرف أن أحداً منهم رجع إليه في ذلك عند الغيم ونحوه، أما عند الصحو فلم يعرف عن أحد من أهل العلم أنه عدل على الحساب في إثبات الأهلة أو علق الحكم العام به.
خامساً: تقدير المدة التي يمكن معها رؤية الهلال بعد غروب الشمس لولا المانع من الأمور الاعتبارية الاجتهادية التي تختلف فيها أنظار أهل الحساب، وكذا تقدير المانع، فالاعتماد على ذلك في توقيت العبادات لا يحقق الوحدة المنشودة؛ ولهذا جاء الشرع باعتبار الرؤية فقط دون الحساب.
سادساً: لا يصح تعيين مطلع دولة أو بلد- كمكة مثلاً- لتعتبر رؤية الهلال منه وحده، فإنه يلزم من ذلك أن لا يجب الصوم على من ثبتت رؤية الهلال عندهم من سكان جهة أخرى، إذا لم ير الهلال في المطلع المعين.
سابعاً: ضعف أدلة من اعتبر قول علماء النجوم في إثبات الشهر القمري. ويتبين ذلك بذكر أدلتهم ومناقشتها:
أ- قالوا: إن الله أخبر بأنه أجرى الشمس والقمر بحساب لا يضطرب، وجعلهما آيتين وقدرهما منازل؛ لنعتبر، ولنعلم عدد السنين والحساب، فإذا علم جماعة بالحساب وجود الهلال يقيناً وإن لم تمكن رؤيته بعد غروب شمس التاسع والعشرين أو وجوده مع إمكان الرؤية لولا المانع، وأخبرنا بذلك عدد منهم يبلغ مبلغ التواتر – وجب قبول خبرهم؛ لبنائه على يقين، واستحالة الكذب على المخبرين؛ لبلوغهم حد التواتر ، وعلى تقدير أنهم لم يبلغوا حد التواتر وكانوا عدولاً فخبرهم يفيد غلبة الظن، وهي كافية في بناء أحكام العبادات عليها.
والجواب: أن يقال: إن كونها آيات للاعتبار بها والتفكير في أحوالها للاستدلال على خالقها ومجريها بنظام دقيق لا خلل فيه ولا اضطراب، وإثبات ما لله من صفات الجلال والكمال- أمر لا ريب فيه.
أما الاستدلال بحساب سير الشمس والقمر على تقدير أوقات العبادات فغير مسلم؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم – وهو أعلم الخلق بتفسير كتاب الله – لم يعلق دخول الشهر وخروجه بعلم الحساب، وإنما علق ذلك برؤية الهلال أو إكمال العدة في حال الغيم، فوجب الاقتصار على ذلك، وهذا هو الذي بتفق وسماحة الشريعة وسهولتها مع ما فيه من الدقة والضبط، بخلاف تقدير سير الكواكب فإن أمره خفي عقلي لا يدركه إلا النزر اليسير من الناس، ومثل هذا لا تبنى عليه أحكام العبادات.
ب- وقالوا: إن الفقهاء يرجعون في كثير من شئونهم إلى أهل الخبرة فيرجعون إلى الأطباء في فطر المريض في رمضان، وتقدير مدة التأجيل في العنين والمعترض، وإلى أهل اللغة في تفسير نصوص الكتاب والسنة، إلى غير ذلك من الشئون، فليرجعوا في معرفة بدء الشهور القمرية ونهايتها إلى علماء النجوم.
والجواب: أن يقال: هذا قياس مع الفارق؛ لأن الشرع إنما جاء بالرجوع إلى أهل الخبرة في اختصاصهم في المسائل التي لا نص فيها. أما إثبات الأهلة فقد ورد فيه النص باعتبار الرؤية فقط، أو إكمال العدة دون الرجوع فيه إلى غير ذلك.
ج- وقالوا: إن توقيت بدء الشهر القمري ونهايته لا يختلف عن توقيت الصلوات الخمس وبدء صوم كل يوم ونهايته، وقد اعتبر الناس حساب المنازل علمياً في الصلوات والصيام اليومي فليعتبروه في بدء الشهر ونهايته.
وأجيب: بأن الشرع أناط الحكم في الأوقات بوجودها، قال تعالى: " أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرءان الفجر"
(2)، وقال" وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل" (3)، وفصلت السنة ذلك، وأناطت وجوب صوم رمضان برؤية الهلال ولم تعلق الحكم في شيء من ذلك على حساب المنازل، وإنما العبرة بدليل الحكم.
د- وقالوا: إن الله تعالى قال: " فمن شهد منكم الشهر فليصمه"
(4)، إذ المعنى: فمن علم منكم الشهر فليصمه، سواء كان علم ذلك عن طريق رؤية الهلال مطلقاً أو عن طريق علم حساب المنازل.
والجواب: أن يقال: إن معنى الآية: فمن حضر منكم الشهر فليصمه، بدليل قوله تعالى بعده: "ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر"
(5)، وعلى تقدير تفسير الشهود بالعلم، فالمراد: العلم عن طريق رؤية الهلال، بدليل حديث: " لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه".
هـ - وقالوا: إن علم الحساب مبني على مقدمات يقينية، فكان الاعتماد عليه في إثبات الشهور القمرية أقرب إلى الصواب وتحقيق الوحدة بين المسلمين في نسكهم وأعيادهم. وأجيب:بأن ذلك غير مسلم؛ لأن الحس واليقين في مشاهدة الكواكب لا في حساب سيرها، فإنه أمر عقلي خفي لا يعرفه إلا النزر اليسير من الناس، كما تقدم؛ لحاجته إلى دراسة وعناية، ولوقوع الغلط والاختلاف فيه، كما هو الواقع في اختلاف التقاويم التي تصدر في كثير من البلاد الإسلامية، فلا يعتمد عليه ولا تتحقق به الوحدة بين المسلمين في مواقيت عباداتهم.
و- وقالوا: إن تعليق الحكم بثبوت الشهر على الأهلة معلل بوصف الأمة بأنها أمية، وقد زال عنها هذا الوصف، فقد كثر علماء النجوم، وبذلك يزول تعليق الحكم بالرؤية أو بخصوص الرؤية، ويعتبر الحساب وحده أصلاً، أو يعتبر أصلاً آخر إلى جانب الرؤية.
والجواب: أن يقال: إن وصف الأمة بأنها أمية لا يزال قائماً بالنسبة لعلم سير الشمس والقمر وسائر الكواكب، فالعلماء به نزر يسير ، والذي كثر إنما هو آلات الرصد وأجهزته، وهي مما يساعد على رؤية الهلال في وقته، ولا مانع من الاستعانة بها على الرؤية وإثبات الشهر بها، كما يستعان بالآلات على سماع الأصوات، وعلى رؤية المبصرات، ولو فرض زوال وصف الأمية عن الأمة في علم الحساب- لم يجز الاعتماد عليه في إثبات الأهلة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم علق الحكم بالرؤية، أو إكمال العدة، ولم يأمر بالرجوع إلى الحساب واستمر عمل المسلمين على ذلك بعده. وصلى الله على نبينا محمد،وآله وصحبه وسلم. حرر في 14/2/1395هـ.


هيئة كبار العلماء

رئيس الدورة السادسة
عبد الرزاق عفيفي
راشد بن خنين
عبد الله بن حميد
عبد العزيز بن باز
عبد الله بن منيع
[له وجهة نظر مرفقة]
عبد المجيد حسن
[لي وجهة نظر مكتوبة]
محمد بن جبير
[له وجهة نظر مرفقة]
عبد العزيز بن صالح
إبراهيم بن محمد آل الشيخ
صالح بن غصون
سليمان بن عبيد
عبد الله بن غديان
محمد الحركان

عبد الله خياط
صالح بن لحيدان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب الصالحين
عضو ذهبي
عضو ذهبي



عدد المساهمات : 236
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

أهلة الشهور بين الرؤية والحساب Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهلة الشهور بين الرؤية والحساب   أهلة الشهور بين الرؤية والحساب I_icon_minitimeالأحد يونيو 22 2008, 21:09

وجهة نظر


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه. وبعد:
فقد استعرضنا البحوث المقدمة للمجلس في موضوع( حكم العمل بالحساب في ثبوت دخول الشهر أو خروجه) وقرارات المؤتمرات المنعقدة؛ لبحث ذلك الموضوع، وأعدنا النظر في البحث المعد من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في ذلك، ولم نجد فيما اطلعنا عليه من البحوث المذكورة بحثاً في الموضوع من أهل الاختصاص في علم الفلك.
وقد رأينا في تلك البحوث من يدعي: أن نتائج الحساب الفلكي قطعية الدلالة وينكر أن تكون مبنية على ظن أو تخمين، كما وجدنا فيهم من يدعي: أن نتائج الحساب الفلكي مبنية على الحدس والظن والتخمين وينكر قطعية نتائجها. وليس في الفريقين من يعتبر أهلاً لقبول قوله في قطيعة النتائج أو ظنيتها؛ لكونه ليس من علماء الفلك.
وحيث إن الحكم في رأينا يختلف بالنسبة للأمرين: قطعية النتائج أو ظنيتها ، حيث إن القول بقطعية نتائج الحساب الفلكي يقضى برد الشهادة برؤية الهلال دخولاً أو خروجاً إذا تعارضت معها؛ لأن من شروط اعتبار الشهادة بالإجماع: أن تكون منفكة عما يكذبها حساً وعقلاً، فإذا قرر الحساب الفلكي عدم ولادة الهلال، وجاء من يشهد برؤيته – كانت شهادته ملازمة لما يكذبها عقلاً، وهو القول باستحالة الرؤية للقطع بعدم ولادة الهلال، كما أن القول بظنيه النتائج يقضي بردها- أي: النتائج- واعتبار الشهادة بالرؤية؛ لإمكانها، وظنيه النتائج الفلكية، وذلك في حالة تعارض الشهادة بالرؤية مع نتائج الحساب.
ونظراً إلى أن القول بقطيعة نتائج الحساب الفلكي أو ظنيتها من قبيل الدعوى من الطرفين، وأن القول في الأمور الشرعية يقتضي التحقق والتثبت والاستقصاء – فقد طلبنا من المجلس استقدام أصحاب اختصاص في علم الفلك؛ لمناقشتهم في ذلك والتحقق منهم فيما يدعيه الطرفان، كما تقضي بذلك المادة ( ) من لائحة المجلس، فرأى المجلس بالأكثرية عدم الحاجة إلى استقدامهم.
وعليه فإننا نؤكد ضرورة استقدام خبراء في علم الفلك لِتُحَقَّقَ دعوى قطعية نتائج الحساب الفلكي أو ظنيتها، وعلى ضوء ذلك نقرر ما نراه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
حرر في 14/2/1395هـ.


عضو الهيئة
عضو الهيئة
عضو الهيئة
عبد المجيد حسن
محمد بن جبير
عبد الله بن سليمان بن منعي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أهلة الشهور بين الرؤية والحساب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإبداع :: 
التربية والتعليم
 :: بحوث ومقالات علمية
-
انتقل الى: